1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وفاة عبد الله بن أبى سلول

وفاة عبد الله بن أبى سلول

الكاتب : محمد صالح المنجد
145 2024/07/25 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

ولما رجع النبى  ﷺ من غزوة تبوك توفى ابن سلول (1) ، فصلى عليه الرسول ﷺ ، وكفنه بقميصه ، هذا مع أذيته لرسول الله ﷺ وللمؤمنين .

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال :

جاء عبد الله بن عبد الله بن أبى إلى النبي ﷺ حين مات أبوه ‘ فقال : أعطنى قميصك أكفنه فيه ، وصل عليه ، واستغفر له . فأعطاه قميصه وقال : " إذا فرغتم فآذونونى ". فلما أكثرت عليه قال : " إنى خيرت ، فاخترت ، ولو أعلم أنى إذا زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها " . قال : فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم انصرف .

 فلم يمكث إلا يسيراً

حتى نزلت الآيتان من براءة :

وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ

[ التوبة : 84 ].

  قال : فعجبت بعد من جرأتى على رسول الله ﷺ يومئذ ، والله ورسوله أعلم (2) . 

قال بن حجز : " وإنما لم يأخذ النبى ﷺ بقول عمر وصلى عليه إجراء له على ظاهر حكم الإسلام ،  واستصحاباً لظاهر الحكم ، ولما فيه من أكرام ولده الذى تحققت صلاحيته، ومصلحة الستئلاف لقومه ، ودفع المفسدة " (3) . 

وقال الخطابى : " إنما فعل النبى ﷺ مع عبد الله بن أبى ما فعل ، لكما لشفقته على من تعلق بطرف من الدين ، ولتطيب قلب ولده عبد الله الرجل الصالح ، ولتألف قومه من الخزرج لرياسته فيهم ، فلو لم يجب سؤال ابنه وترك الصلاة عليه قبل ورود النهى الصريح ، لكان سبة على ابنه ، وعاراً على قومه ، فاستعمل أحسن الأمرين فى السياسة إلى أن نهى فانتهى " (4). 

وقيل : إنما أعطاه قميصه مكافأة لعبد الله المنافق الميت ، لأنه كان ألبس العباس حين أسر يوم بدر قميصاً . قال سفيان بن عيينة : " فيرون أن النبى ﷺ ألبس عبد الله قميصة مكافأه لم اصنع " (5). 

وقال النووى رحمه الله : " وفى هذا الحديث : بيان عظيم مكارم أخلاق النبى ﷺ ، فقد علم ما كان من هذا المنافق من الإيذاء ، وقابله بالحسنى ، فألبسه قميصاً كفناً ، وصلى عليه ، واستغفر له

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ

[ القلم : 4 ] . (6)

وقال شيخ الإسلام : " من كان مظهراً للإسلام  فإنه تجرى  عليه أحكام الإسلام الظاهرة : من المناكحة والموارثة ، ونحو ذلك ، لكن من علم منه النفاق والزندقة ، فإنه لا يجوز لمن علم ذلك منه الصلاة عليه وإن كان مظهراً الإسلام ، فإن الله نهى نبيه عن الصلاة على المنافقين . وأما من شك فى حاله ، فتجوز الصلاة عليه إذا كان ظاهرة الإسلام (7).

 

المراجع

  1. وقد مات بعد منصرفهم من تبوك وذلك فى ذى القعدة سنه تسع .
  2.  رواه البخارى [١٢٦٩] ومسلم [ ٢٧٧٤ ] .
  3.  فتح البارى [ ٣٣٦/٨ ] .
  4.  فتح البارى [ ٣٣٦/٨ ] . 
  5.  رواه البخارى [١٣٥٠ ] . 
  6.  شرح النووى على صحيح مسلم [١٦٧/١٥].
  7.  الفتاوى الكبرى [٣/ ١٧-١٩].


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day