البحث
كان تعامله ﷺ مع النساء قائماً على الرفق والحلم
عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال :
استأذن عمر بن الخطاب رضى الله عنه على رسول الله ﷺ ، وعنده نسوه من قريش يسألنه ، ويستكثرنه (1) ، عالية أصواتهن على صوته (2). فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب . فأذن له النبي ﷺ ، فدخل ، والنبي ﷺ يضحك . فقال : " عجبت من هؤلاء اللاتى كن عندي ، لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب " . فقال : أنت أحق أن يهبن يارسول الله . ثم أقبل عليهن فقال : ياعدوات أنفسهن ، أتهبنني ، ولم تهبن رسول الله ﷺ ! . فقلن : إنك أفظ وأغلظ من رسول الله ﷺ (3). قال رسول الله ﷺ : " إيها ياابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك " (4).
وهذا الحديث محمول على ظاهرة : أن الشيطان متى رأى عمر سالكاً فجاً هرب هيبة من عمر، وفارق ذلك الفج ، وذهب في فج آخر؛ لشدة خوفه من بأس عمر أن يفعل فيه شيئاً .
وفيه : فضل لين الجانب والحلم والرفق ما لم يفوت مقصوداً شرعيا ً ،
قال تعالى :
وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِينَ
[ الحجر : 88].
وقال :
وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ
[ ال عمران : 159 ].
بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ
[ التوبة : 128 ] .(5)
المراجع
- يطلبن كثيراً من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن .
- يحتمل أن علو أصواتهن إنما كان باجتماعها لا أن كلام كل واحدة بانفرادها أعلى من صوته ﷺ . شرح النووى على صحيح مسلم [١٦٤/١٥ ] .
- قال العلماء : وليست لفظة أفعل هنا للمفاضلة ، فتح البارى [ ٤٧/٧ ].
- رواه البخارى [ ٣٦٨٣ ] ومسلم [٢٣٩٧ ] .
- شرح النووى على صحيح مسلم [١٦٥/١٥ ] .