1. المقالات
  2. تدبر حديثًا
  3. الحديث الثاني والعشرون: (من أصبح منكم اليوم صائما؟)

الحديث الثاني والعشرون: (من أصبح منكم اليوم صائما؟)

تحت قسم : تدبر حديثًا
4660 2020/08/11 2024/11/17
المقال مترجم الى : English Español
الحديث الثاني والعشرون: (من أصبح منكم اليوم صائما؟)

روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»

وفي رواية مطوَّلة عند البزار أن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم كان في المسجد عقب صلاة الصبح، وفيها أن الصدقة كانت كسرة خبز في يد عبد الرحمن بن أبي بكر فأخذها منه وأعطاها لفقير يسأل في المسجد، ورواية البزار معلولة بالإرسال

المعاني: 

عَادَ مَرِيضًا: زار مريضا.

الفوائد (20 فائدة)

*الفوائد العقائدية: -*

1.  "إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ" أي بغير حساب، وإلا فإنه يكفي لدخول الجنة مجرد الإيمان، والفضيلة هنا في كون هذه الأعمال تجعل صاحبها يدخل باجتماعها بغير حساب.

2.  تفاضل الأعمال الصالحة وأنها سبب لزيادة الإيمان.

3.  تفاضل المؤمنين في درجاتهم.

*الفوائد الفقهية: -*

1.  جواز الإخبار عن أعمال الطاعات مع توقي الرياء والإعجاب.

2.  عدم كراهة رد السؤال بكلمة (أنا)، لكن الكراهية محلها إذا صدر الرد عن إثبات النفس ورعونتها وتوهم كمال ذاتها وحقيقتها كما صدر عن إبليس حيث قال:

(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ)

(الأعراف: 12)

، ونحو ذلك من نحو أنا العالم وأنا الزاهد وأنا العابد.

3.  جواز المسألة داخل المسجد دون إلحاح أو إيذاء بتخطي الصفوف، وهو قول الجمهور ومنعه الأحناف مطلقا.

4.  جواز التصدق داخل المسجد على من سأل دون إلحاح أو إيذاء بتخطي الصفوف، فإن ألح أو تجاوز الصفوف وآذى المصلين حرم التصدق عليه باتفاق أهل العلم، ففيه إعانة على منكر.

 

*الفوائد التربوية: -*

1.  تفقد المربي لمن يتابعهم وسؤاله إياهم عن أعمال الطاعات.

2.  أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى التنافس في الخير بالسؤال العلني.

3.  العبادات الأربعة باجتماعها في يوم واحد تعتبر برنامجا تربويا عمليا متكاملا، ينبغي للوالدين والمربين تفعيله:-

•  الصيام تهذيب للنفس بالجوع وتذكير بالمواساة للفقير وتضييق لمسالك الشيطان واستحضار دائم للمراقبة الربانية

•  ويقابله إطعام المسكين حال جوعك لاستحضار نعمة الله الذي رزقك الطعام وأنت تخرج من رزقه شكرا وقربة لوجهه، وتستعين به لإتمام عبادتك له.

•  ويتكامل معه زيارة المريض الذي ربما كان غير قادر على الصيام، فنتذكر نعمة الصحة والقدرة على التعبد بما لا يقدر المريض عليه، وتتأمل في تقلب الحال البشري بين القوة والضعف.

•  وتكون الجنازة وحضور الدفن ومشاهدة القبور تذكيرا بفناء الدنيا وحقارتها، ودعما للنفس في صيامها وصدقتها وعيادتها للمريض، وحثا على الاستزادة من الباقيات الصالحات التي تصحب الإنسان في القبر.

الفوائد العامة: 

1.  الحديث فيه فضيلة بارزة للصديق رضي الله عنه والشهادة له بالجنة.

2.  اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه وحرصه على التقرب إلى ربه بمختلف طرق الخير التي شرعها الله لعباده.

3.  فضل اجتماع هذه الأعمال الأربعة في يوم واحد.

4.  الأعمال الأربعة تمت قبل صلاة الصبح دلالة على مسارعة أبي بكر في الخيرات.

5.  قلة من يفوز بفضل اجتماع الأعمال الأربعة عنده، حيث لم يجب من الصحابة سوى أبي بكر، وعليه فينبغي اللحاق بهذه القلة.

6.  لا يشترط لحصول الفضل بهذه الأعمال الأربعة أن تكون مرتبة كما وردت في الحديث ولكن يشترط أن تكون في يوم واحد.

7.  فضل الصيام، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:

"ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلّا باعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

8.  فضل اتباع الجنازة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:

"مَن صَلّى على جِنازَةٍ ولَمْ يَتْبَعْها فَلَهُ قِيراطٌ، فإنْ تَبِعَها فَلَهُ قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: أصْغَرُهُما مِثْلُ أُحُدٍ".

9.  فضل إطعام المساكين، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:

"اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ".

10.  فضل زيارة المريض، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن عادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ حتّى يَرْجِعَ"، خرفة الجنة= ثمارها وظلالها.

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day