البحث
الآبات 166 ، 167 و 168 و 169 من سورة البقرة
نكمل علي بركة الله حفظ الآبات 166 ، 167 و 168 و 169 من سورة البقرة
و تذكروا أن حفظة القران و العاملين به هم أهل الله وخاصّته، ففي الحديث: « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ ».
الآيات :
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ
أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
كيف نقرأها :
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002166.mp3
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002167.mp3
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002168.mp3
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002169.mp3
شرح الكلمات :
{ التبرؤ } : التنصل من الشيء والتباعد عنه لكرهه .
{ الذين اتُّبعوا } : المعبودون والرؤساء المضلون .
{ الذين اتَّبعوا } : المشركون والملقدون لرؤسائهم في الضلال .
{ الأسباب } : جمع سبب وهي لغة الحبل ثم استعمل في كل ما يربط بين شيئين وفي كل ما يتوصل به إلى مقصد وغرض خاص .
{ كرَّة } : رجعة وعودة إلى الحياة الدنيا .
{ الحسرات } : جمع حسرة وهي الندم الشديد الذي يكاد يحسر صاحبه فيقعد به عن الحركة والعمل .
{ الحلال } : ما انحلت عقدة الحظر عنه وهو ما أذن الله تعالى فيه .
{ الطيب } : ما كان طاهراً غير نجس ، ولا مستقذر تعافه النفوس .
{ خطوات الشيطان } : الخطوات جمع خطوة وهي المسافة بين قدمي الماشي والمراد بها هنا مسالك الشيطان وطرقة المفضية بالعبد إلى تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم .
{ عدو مبين } : عداوته بينة وكيف وهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة وأكثر الشرور والمفاسد في الدنيا إنما هي بوسواسه وإغوائه .
{ السوء } : كل ما يسوء النفس ويصيبها بالحزن الغم ويدخل فيها سائر الذنوب .
{ الفحشاء } : كل خصلة قبيحة كالزنا واللواط والبخل وسائر المعاصي ذات القبح الشديد .
التفسير :
أخبر تعالى أنه لو يرى لمشركون عند معاينتهم العذاب يوم القيامة لرأوا أمراً فظيعاً يعجز الوصف عنه ، ولعلموا أن القوة لله وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ المتبعون وهم الرؤساء الظلمة دعاة الشرك والضلالة من متبوعيهم الجهلة المقلّدين وعاينوا العذاب أمامهم وتقطعت تلك الروابط التي كانت تربط بينهم ، وتمنى التابعون العودة إلى الحياة الدنيا لينتقموا من رؤسائهم في الضلالة فيتبرءوا منهم في الدنيا كما تبرءوا هم منهم في الآخرة ، وكما أراهم الله تعالى العذاب فعاينوه ، يريهم أعمالهم القبيحة من الشرك والمعاصي فتعظم حسرتهم ويشتد كربهم ويدخلون بها النار فلا يخرجون منها أبداً .
بعد ذلك العرض لأحوال أهل الشرك والمعاصي والنهاية المرة التي انتهوا إليها وهي الخلود في عذاب النار نادى الرب ذو الرحمة الواسعة البشرية جمعاء { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض } ، وهو عطاؤه وإفضاله ، حلالاً طيباً حيث أذن لهم فيه ، وأما ما لم يأذن لهم فيه فإنه لا خير لهم في أكله لما فيه من الأذى لأبدانهم وأرواحهم معاً ، ثم نهاهم عن اتباع آثار عدوه وعدوهم فإنهم إن اتبعوا خطواته قادهم إلى حيث شقاؤهم وهلاكهم ، وأعلمهم وهو ربهم أن الشيطان لا يأمرهم إلا بما يضر أبدانهم وأرواحهم السوء وهو كل ما يسوء النفس والفحشاء وهي أقبح الأفعال وأردى الأخلاق وأفظع من ذلك أن يأمرهم بأن يكذبوا على الله فيقولوا عليه مالا يعلمون فيحرمون ويحللون ويشرعون باسم الله ، والله في ذلك برىء وهذه قاصمة الظهر والعياذ بالله تعالى ، حتى إذا أعرضوا عن إرشاد ربهم واتبعوا خطوات الشيطان عدوهم ففعلوا السوء وارتكبوا الفواحش وحللوا وحرموا وشرعوا ما لم يأذن به الله ربهم .
من هداية الآيات :
1- يوم القيامة تنحل جميع الروابط من صداقة ونسب ولم تبق إلا رابطة الإِيمان والأخوة فيه
2- تبرؤ رؤساء الشرك والضلال ودعاة الشر والفساد ممن أطاعوهم في الدنيا واتبعوهم على الظلم والشر والفساد وليس بنافعهم ذلك شيئاً .
3- وجوب طلب الحلال والاقتصار على العيش منه ولو كان ضيقاً قليلاً .
4- الحلال ما أحله الله ، والحرام ما حرمه الله تعالى فلا يستقل العقل بشىء من ذلك .
5- حرمة اتباع مسالك الشيطان وهي كل معتقد أو قول أو عمل نهى الله تعالى عنه .
6- وجوب الابتعاد عن كل سوء وفحش لأنهما مما يأمر بهما الشيطان .
أحكام التجويد :
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166)
الْأَسْبَابُ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ : إخفاء التنوين عند الفاء
حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
هُمْ بِخَارِجِينَ : إخفاء الميم عند الباء
النَّارِ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
يَا أَيُّهَا : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات
حَلَالًا طَيِّبًا : إخفاء التنوين عند الطاء
طَيِّبًا وَلَا : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الواو )
عَدُوٌّ مُبِينٌ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم)
مُبِينٌ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)
يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ : إخفاء الميم عند الباء
بِالسُّوءِ : مد جائز متصل 4 أو 5 حركات
الْفَحْشَاءِ : مد جائز متصل 4 أو 5 حركات
وَأَنْ تَقُولُوا : إخفاء النون عند التاء
تَعْلَمُونَ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة