البحث
المفتاح الثاني: استحضار أهداف قراءة السنة
الهدف الأول: العلم:
المسألة الأولى: شدة الحاجة إلى علم السنة.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
[(44) سورة النحل]
وقال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾
[(151) سورة البقرة]
فالسنة تفسير للقرآن وهي المبينة لكيفية تطبيقه والعمل به، وحاجة المسلم إليها كحاجته للقرآن.
إن حاجة الإنسان للسنة كحاجته لدقات قلبه؛ فمع كل نبضة من نبضات القلب هناك خاطر وتفكير إما بحق أو باطل؛ ولا سبيل للتمييز بين ذلك إلا بالعلم.
لو تأملت أمور حياتك اليومية تجد أنه ما من أمر من الأمور وإلا وللقرآن والسنة فيها توجيه وتعليم سواء كان ذلك حركة جوارح أو حركة مشاعر، وفيها يتضح الفرق بين العالم والجاهل.
إن حاجتك للعلم تتزامن مع كل حركة من حركاتك اليومية التي تعد بآلاف الحركات، أنت فيها إما عالم أو جاهل؛ عالم مغتبط بعلمك قرير العين بمنة الله عليك، أو جاهل غافل تشقى ولا تدري سبب شقائك. قال الإمام أحمد: حاجة الناس إلى العلم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب، ذلك أن الحاجة للطعام والشراب تكون مرة أو مرتين في اليوم بينما حاجتهم للعلم بعدد الأنفاس.
وصدق الإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو من هو في علمه وفقهه وكثرة قراءته للقرآن الكريم ولأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فياليتنا نفقه هذه الحقيقة وتسيطر على أفكارنا ومشاعرنا، إذ لو حصل ذلك لأمكن وضع نهاية لمشاكلنا التربوية والاجتماعية ولصلحت أحوالنا الخاصة والعامة.