البحث
المسألة العاشرة: الوقود الذي يطلق القدرات.
قال ابن القيم: وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين فسد قلبك، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي وما لجرح بميت إيلام، وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن خطة الجاهلين، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(1)
هذا الكلام يعترف به كل مسلم نظريا ، أما من يطبقه إلى واقع عملي محسوس فهم في عصرنا قليل.
إن نشر السنة بين الناس وتدبرهم لها يسهم بشكل كبير في تربية النفوس وتهذيب الأخلاق ونتيجة لذلك تقل المشاكل والمخالفات والجرائم، ويوجد الجد في الحياة والالتزام في أداء الواجبات دون حاجة إلى أجهزة مراقبة أو حراسة أو إدارات متابعة فهناك رقابة داخلية تعمل على مدار الساعة فإذا تحقق هذا فانظر ماذا يترتب عليه من مصالح عظيمة.
وأيضا إذا وجد تدبر السنة يكون الحصول على القوي الأمين أمر سهل مما يمكن معه تحقيق الكثير من الأهداف العامة والخاصة وإنجاز الكثير من المشاريع بأقل تكلفة وأقل جهد، ما أقوله ليس أحلام شاعر، ولا أوهام كاهن بل هي حقيقة مقررة وأثره ملموس لكنه في نطاق محدود، إننا نملك أعظم طاقة معنوية لو استطعنا أن نوصلها بشكل صحيح وأن نستثمرها في تحقيق الرخاء والأمن للمجتمع، وتحقيق الحياة الطيبة لكافة أفراده.
-----------------------------
1- مختصر زاد المعاد : 13