البحث
المسألة الرابعة: السنة واضحة ميسرة
وبعض المربين والمعلمين أو المؤلفين حين يحاول شرح السنة وتوضيحها لعامة الناس تجده يستطرد ويخرج عنها إلى علوم وفنون متنوعة من لغويات وبلاغيات صعبة الفهم أو إلى قصص وحكايات وطرائف تنسي أصل الحديث المتكلم عنه أو لا تبقي له إلا القليل من الوقت أو المساحة، لست أرفض شرح السنة ولا أنفي الحاجة لذلك وإنما أنفي الاستطراد والخروج عن المقصود والتطويل الذي يصرف عن السنة نفسها وتذهب الأوقات والأعمار في قراءة أو سماع كلام كثير لوكان مكانه سماع أحاديث أخرى لكان أولى وأحرى، فينبغي أن نقرب السنة للناس ونقتصر في بيانها وشرحها على ما تدعو الحاجة إليه ولو كان الشرح قليلا لأننا إذا فعلنا ذلك نرسخ في أذهانهم أن السنة واضحة سهلة فيقبلوا على قراء تها وتدبرها، أما نعقد ونهول الأمر ونبالغ في شرح بعض العبارات فهذا وإن كان قصد قائله خدمة السنة وحراستها فإنه قد يؤدي إلى عكس مقصوده.