البحث
المفتاح العاشر: الجهر والتغني.
قال أبو هلال العسكري: وينبغي للدارس أن يرفع صوته في درسه حتى يسمع نفسه فإن ما سمعته الأذن رسخ في القلب ولهذا كان الإنسان أوعى لما يسمعه منه لما يقرأه ... وقال : وحكي عن أبي حامد أنه كان يقول لأصحابه: إذا درستم فارفعوا أصواتكم فإنه أثبت للحفظ وأذهب للنوم.(1)
وعن الزبير بن بكار قال: دخل علي أبي وأنا أروي في دفتر ولا أجهر، أروي فيما بيني وبين نفسي، فقال لي: إنما لك من روايتك هذه ما أدى بصرك إلى قلبك فإذا أردت الرواية فانظر إليها واجهر بها فإنه يكون لك ما أدى بصرك إلى قلبك وما أدى سمعك إلى قلبك.(2)
الخاتمة
أخي القارئ ها قد انتهيت من قراءة هذه الرسالة، فماذا فهمت؟ وماذا تنوي أن تفعل؟
هل ستضع الكتاب في مكانه من مكتبك ثم تنسى ما فيه من العلم إلى الأبد؟ إن كان هذا قرارك فأعد النظر فيه.
لست بهذا الكلام أدعو إلى تكرار قراءة كتابي أو كلامي، بل أدعو إلى تكرار قراءة ما تضمنه من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال السلف في هذه القضية الكبرى في حياتنا.
إن كان هذا قرارك فأنت تكرر معاناة الكثيرين الذين يقولون: نقرأ ولا نتغير ولا نترقى !
إن القراءة المجردة العابرة لا تحقق تغييرا ولا تأثيرا.
إن أردت الطريق للتغيير والتطوير فأسأل نفسك: كم سيبقى ما تعلمته من هذا الكتاب حاضرا في قلبك يوم؟ شهر؟ سنة؟
إنه بقدر حضور هذا العلم في قلبك بقدر ما تحصل من تقدم ورقي وأنت الحكم.
نسأل الله بمنه وفضله أن يهدينا للصراط المستقيم، ويجعل مآلنا جنات النعيم ، إنه قريب مجيب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
------------------------------
1- الحث على طلب العلم 72
2- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2-266