1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. التعامل مع الانسان

التعامل مع الانسان

الكاتب : صالح أحمد الشامي

وقد تتعامل الآيات مع الصفات السلوكية المكتسبة للإنسان فتكون النظرة إليه إنا من خلال صفات الخير أو من خلال صفات الشر، بغض النظر أيضاً عن قومه وجنسه وأرضه وزمنه. .

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} (1).

{فَأَمَّا مَن طَغَىٰ وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ} (2).

{إِنَّ ٱلْأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍۢ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍۢ} (3).

وهكذا فإن التعامل مع هذا الإنسان من خلال بره وتقواه، أو من خلال طغيانه وكفره.

لقد كان واضحاً كل الوضوح في لغة القرآن المكي عالمية هذه الدعوة وإنسانية هذا الدين، فهو ليس لشعب أو لعرق أو لقوم. .إنه لجميع الناس، لا في عصر واحد وإنما على تعاقب العصور. .

ومع كل هذا الوضوح، فإن الله عز وجل أراد أن تكون هذه القضية واضحة بينة فنص على ذلك صراحة في آيات من القرآن المكي نذكر منها (4):

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} (5).

{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۖ  فَآمِنُوا بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ ٱلْأُمِّىِّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (6).

{تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا} (1).

{وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (2).

{إِنَّ فِى هَٰذَا لَبَلَٰغًا لِّقَوْمٍ عَٰبِدِينَ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ} (3).

كان هذا البيان ضرورة ليعلم حجم المهمة الملقاة على عاتق المؤمنين، ليعدوا أنفسهم لذلك، وليكونوا على بينة من أمرهم.

إن هذه المهمة من الضخامة بحيث احتاجت إلى تربية خاصة ولمدة غير يسيرة وضخامة المهمة يفسر لنا الحاجة إلى طول المدة، كما يفسر لنا اختيار تلك النوعية من العدو النفسية التي اختبرت لتكون الزاد في أداء هذه المهمة.

إنها حلقات مترابطة يتمم بعضها بعضاً، ويشد بعضها بعضاً في سبيل إيجاد القاعدة الصلبة. .


المراجع

  1. سورة الفرقان: الآية 1.
  2.  سورة سبأ: الآية 28. 
  3. سورة الأنبياء: الآيتان 106 -107. 
    1. سورة النبأ: الايه31
  4. سورة النازعات: الآيات 37- 41.
  5. سورة الانفطار: الآيتان 13- 14.
  6. نذكر هذه الآيات بحسب ترتيب نزولها.
    1. سورة التكوير: الآيتان: -27 28.
    2. سورة الأعراف: الآيه 158.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day