البحث
التنظيم الاجتماعي والسياسي2
إن إمعان النظر في هذا الكتاب يبين دقته وشموله، في تناول جميع القضايا الأمنية والتكافلية اللازمة لضبط نظام الأمور وتسيير دفنها، وبيان المسؤول عن مراقبتها وتطبيقها. . ولا مجال للتفصيل حول ما اشتمل عليه هذا الكتاب، ولذا فسوف نشير إلى الأمور المهمة والخطوط العريضة الواردة فيه:
1- السلطة: يؤكد الكتاب - أكثر من مرة - أن جماع السلطة كله بيد الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- إن المدينة بلد حرام.
3- التكافل الاجتماعي: حيث تقوم كل طائفة بدفع الدية لمن قتل خطأ وتفك من وقع منها في الأسر، وتساعد المثقل بالدين والكثير العيال. .
4- التنظيم الاجتماعي: فقد أصبح المؤمنون - المهاجرون والأنصار - أمة واحدة، كما جعل يهود كل قبيلة تبعاً لها، وكذلك موالي كل قبيلة تبعاً لها.
5- الأمن من الجرائم: حيث كلف الجميع بـ:
- عدم مناصرة المحدث أو إيوائه.
- المجتمع كله يقوم ضد الباغي ولو كان ولد أحدهم.
- القاتل عمداً يقتل إلا أن يرضى أولياؤه الدية.
- مناصرة المظلوم واجب على الجميع.
6- أمن المدينة: ويكون ذلك بـ:
- أن يشترك جميع أهل المدينة وينصر بعضهم بعضاً على من دهم يثرب.
- أن عليهم جميعاً النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة,
- مشاركة اليهود للمؤمنين في الإنفاق في حالة الحرب.
7- قريش: تعد قريش العدو البارز على مسرح الأحداث ولهذا؛
- لا تجار قريش ولا من نصرها.
- لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن.
تلك هي الخطوط العامة في هذه الوثيقة، يلاحظ من خلالها ضبط الأمور وتنظيمها. كما يلاحظ عدم ذكر المشركين إلا في قضية عدة إجارة قريش، الأمر الذي يدل على أنهم كانوا لا يشكلون العدد الكبير، ولذلك كانوا تبعاً لقبائلهم في كل ما اشتملت عليه هذه الوثيقة من أحكام.
المراجع
- سيرة ابن هشام 1/ 500 - 504.