البحث
غزوة أحد
غزوة أحد
كان حرياً بقريش أن لا تسكت على تلك الهزيمة، وأن تحاول استعادة مكانتها، فقام أبناء الذين قتلوا في بدر من أمثال: عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية. .يطالبون أبا سفيان أن يمدهم بمال التجارة التي كانت سبباً لمعركة بدر. .
وكان كعب بن الأشرف قد قدم مكة يبكي قتلى قريش ويحرض على حرب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء أيضاً من تلك المدينة أبو عامر عبد عمرو - الفاسق - في بعض غلمان من الأوس يحرض قريشاً، ويعدهم بأن معه قوة تنتظره هناك. .
واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه. . وكان رأي الأكثرية على الخروج إليهم. .
وسار صلى الله عليه وسلم إلى أحد وفي الطريق رجع عبدالله بن أبي بن سلول - وكان قد أسلم بعد بدر - ورجع معه ثلث الناس. .
وتابع جيش المسلمين مسيره في سبعمائة رجل. . وُضع منهم خمسون من الرماة على الجبل لحماية ظهر المسلمين، وأمرهم صلى الله عليه وسلم ألا يغادروا أماكنهم سواء أكانت لهم أم عليهم. .
وجاء المشركون في ثلاث آلاف مقاتل..
ودارت المعركة وانتصر المسلمون. . ثم خالف بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا فالتف المشركون وقتلوا بقية الرماة وأصاب المسلمين ما أصابهم، وأصيب صلى الله عليه وسلم بجراح. .
وعاد جيش المشركين أدراجه إلى مكة، ثم تذكروا أثناء الطريق أنهم لم يفعلوا شيئاً يذكر، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال على قيد الحياة. . وفكروا بالعودة ثانية، ولكن قطع عليهم هذا التفكير ما بلغهم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم في أعقابهم وقد بلغ حمراء الأسد. .
انتصر المسلمون في أحد، ثم ذهب النصر من أيديهم لخلل يسير وهو عدم انضباط بعض الرماة بالأوامر التي صدرت إليهم. .
وكان لهذا الوضع الجديد آثاره على جميع الأصعدة. .
فقد كان فرح اليهود واضحاً لم يستطيعوا إخفاءه. .
وقد كانت شماتة عبدالله بن أبي بن سلول وجماعته واضحة لا يخفيها ذلك التظاهر المتصنع بالحزن والأسى. .
وبدأ التطاول على المسلمين داخلياً وخارجياً. فهاهم اليهود يستغلون الفرصة لتضخيم انتصار قريش، وإظهار المسلمين بمظهر الضعف والوهن، وقالوا: ما محمد إلا طالب ملك، ما أصيب نبي قد في بدنه وفي أصحابه.
ومن الناحية الخارجية فقد بدأت تظهر مطامع بعض مشركي العرب في أنحاء الجزيرة بالمدينة، وخاصة بعد سماعهم قصة ذلك الانتصار المضخم. .
- فهذا عامر بن الطفيل العامري جاء إلى المدينة يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقاسمه الملك؟!
- كان يوم أحد يوم النصف من شوال من العام الثالث للهجرة، وبعد انتهاء موسم الحج بلغ النبي أم طلحة بن خويلد الأسدي قد جمع حلفاء بني أسد بقصد حربه صلى الله عليه وسلم، فبعث له أبا سلمة في مائة وخمسين من الأنصار والمهاجرين. . فلما انتهوا إليهم تفرقوا. .
- وفي شهر محرم جمع خالد بن سفيان الهذلي جموعه يريد المدينة. . فأرسل صلى الله علية وسلم عبدالله بن أنيس. . فقتله..
ولما تبين للمشركين يقظة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بما يجري من حوله لجأ المشركون إلى الخديعة. . فكانت قصة يوم الرجيع، وقصة بئر معونة، اللتين أصيب بهما من أصيب من المسلمين غدراً.
وفي السنة الرابعة خرج صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية رجلين - وفقاً للاتفاق المبرم - فتظاهروا بتلبية طلبه ثم عمدوا إلى صخرة وأرادوا إلقاءها عليه وقتله، فأطلعه الله على ذلك.. فحاصرهم ثم أجلاهم. .
وهكذا تمر الأيام والمسلمون في جهاد دائم تفرضه عليهم الظروف المحيطة بهم. .