1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. الوضع السكاني

الوضع السكاني

الكاتب : صالح أحمد الشامي

الفصل الثاني

 الوضع السكاني          في المرحلة الثانية


تغير الخارطة السكانية:

شهدت المدينة خلال هذه الفترة التي تزيد على أربع سنوات قليلاً تغيراً جذرياً في الخارطة السكانية.

وقد تم ذلك على ثلاث مراحل:

فبعد غزوة بدر نقض بنو قينقاع من اليهود عهدهم. . وبعد حصارهم وشفاعة عبدالله بن أبي بن سلول لهم - وكان حليفاً لهم - تم إجلاؤهم من المدينة، فذهبوا إلى أذرعات من أرض الشام.

وبعد غزوة أحد، وفي شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة غدر بنو النضير بالنبي صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله، ولكن الله أعلمه بذلك. .  فحاصرهم. . ثم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، ولهم ما حملت إبلهم من الأموال. . وتم ذلك، فخرجوا إلى خيبر، وبعضهم إلى الشام.

وشارك بنو قريظة في غزوة الخندق في صف المشركين، ونقضوا العهد أثناء هذه المعركة، مما كان له أسوأ الأثر على وضع المسلمين العسكري. . وكان لا بد من عقوبتهم بعد الخندق وقد تم ذلك.

وهكذا ومع مطلع شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة. كانت المدينة قد خلت من قبائل اليهود.

هذا الأمر كان له الأثر الكبير في الوضع السكاني للمدينة، فقد كان اليهود مع المشركين من الأوس والخزرج يشكلون نسبة غير قليلة بالنسبة لمجموع السكان، أما الآن وبعد خلو المدينة من قبائل اليهود، فقد أصبح المسلمون هم الغالبية العظمى من السكان، وأصبح المشركون - الذين تحولوا إلى منافقين - أقلية ضئيلة العدد.

المهاجرون:

وقد وفد على المدينة خلال هذه الفترة عدد من المهاجرين، بعضهم من سكان مكة ممن كان حبس أو منع من الهجرة، وبعضهم من غير مكة. .

* فقد انحاز عبدالله بن سهيل بن عمرو إلى صف المسلمين قبل معركة بدر وكان خرج مع المشركين.  وكان من أصحاب وكان من أصحاب بدر رضي الله عنهم.

وهذا سلمة بن الأكوع الأسلمي، يأتي مهاجراً إلى المدينة - كما يقول عن نفسه - وترك أهله وماله وعمل أجيراً عند طلحة بن عبيد الله (1)،

* وقال عبدالله بن أبي أوفى: كانت أسلم ثمن المهاجرين الذين شاركوا في بيعة الرضوان (2).

قال في الفتح: ولم أعرف عدد من كان بها من المهاجرين خاصة، ليعرف عدد الأسلميين، إلا أن الواقدي جزم بأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية من أسلم مائة رجل (3).

وهذا يعني أن الذين شاركوا في بيعة الرضوان من أسلم كانوا قد هاجروا قبل ذلك إلى المدينة واستقروا فيها، ثم لما خرج صلى الله عليه وسلم خرجوا معه.

* وربما فر بعض المسجونين في مكة، وربما التحق مهاجرون آخرون. .

وهذا يعني أن الكثافة السكانية المسلمة بدأت عملياً تستقر في المدينة وفي مقابل ذلك يهون شأن المنافقين الذين ظلوا على كفرهم.

 المراجع

 (1) رواه مسلم، رقم الحديث 1807.

 (2)1857 رواه البخاري برقم 4155 ومسلم برقم 

 (3) انظر فتح الباري 7/ 444.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day