البحث
درس أحد
درس أحد:
وجاءت غزوة أحد وعقبها غزوة حمراء الأسد، وقد فصل القرآن الكريم أحداثهما في آيات طويلة من سورة آل عمران.
ولعل من أهم دروس التربية في هذه المعركة أن مخالفة الأوامر والاختلاف يؤديان إلى الفشل، وقد كان هذا الدرس عملياً في واقع الحياة كلفهم الأنفس والجراح. .
قال تعالي
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُۥٓ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِۦ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّنۢ بَعْدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلْأَخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ}
الآية: 152 سورة ال عمران
وقال تعالى:
{َوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ}
الآية: 165 سورة ال عمران
على أن الذين يستشهدون في المعارك في سبيل الله فإنما ذلك إكرام من الله لهم وهم ينتقلون إلى حياة أخرى.
قال تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}
الآيتان: 169 - 170 سورة ال عمران
وهنا تتغير المفاهيم تغيراً كاملاً تجاه الحرص على الحياة، ويصبح الموت في ساحة المعركة أمنية يسعى إليها المؤمن.
ولقد كان من نتائج أحد أن ظهر المنافقون على حقيقتهم وسجلت الآيات هذه الحقيقة :
فقال تعالي
{مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ۗ . .}
الآية: 179 سورة ال عمران
وتذكرهم الآيات بالصبر الذي تدربوا عليه طويلاً، والصبر لا يعرف أصحابه إلا في وقت الشدة. وتذكرهم الآيات بخروجهم إلى المعركة وهم يتمنون الموت فما بالهم عندما حضر تغيرت مواقفهم
قال تعالي
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}
الآيتان" 142 - 143 سورة ال عمران
ولهذا المعنى وجههم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن يقلوا من الكلام في هذه المواطن، وأن يحولوا الكلام إلى عمل، فقال:
" أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ" (1)
المراجع
- رواه البخاري برقم 2966.