1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. الصبر هو العدة

الصبر هو العدة

الكاتب : صالح أحمد الشامي

الصبر هو العدة

لم يكن تغيير الواقع الجاهلي وتحويله إلى واقع مسلم بالأمر اليسير، إنه يحتاج إلى الجهد الكبير، والإرادة القوية.

وهذا الجهد لا يمكن المضي في بذله إلا إذا تدربت إرادة صاحبه على التحمل، وعلى الصبر فهو العدة دائما في بلوغ الأهداف الكبيرة.

والصبر ليس موعظة تستمع، أو درساً يحفظ، إنه مواقف تختبر بها صلابة الإرادة، وقوة تحملها في الميادين المختلفة.

ولذلك كان التدريب عليه يحتاج إلى فترة من الزمن، ينتقل الإنسان فيه من موقف إلى آخر أشد منه وهكذا. .

وهذا ما يفسر لنا تأكيد القرآن المكي على الأمر بالتزام الصبر في وقت مبكر: "ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع، والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات. . لا بد من الصبر في هذا كله، لا بد من الصبر على الطاعات ، والصبر عن المعاصي، والصبر على جهاد المشاقين لله، والصبر على الكبد بشتى صنوفه، والصبر على بطء على قلة الناصر، والصبر على طول الطريق الشائك، والصبر على التواء النفوس، وضلال القلوب، وثقلة العناد، ومضاضة الإعراض. ." (1).

لقد وقفت الجاهلية بكل قوتها، وبكل طغيانها، في وجه هذه الدعوة، واستعملت كل الوسائل للصد عن سبيل الله. . كل ذلك يحدث والدعوة ما تزال في مهدها. . فكان لا بد أن تكون العدة في مواجهة هذا الطاغوت في تربية الإرادة بالصبر لتستطيع المضي في الطريق حتى يتحقق أمر الله في إقامة هذا الدين.

ولا شك بأن الإنسان المؤمن ينتابه الضعف عندما يطول الزمن ويبطء الوصول إلى النتائج. . فكانت آيات الصبر بمثابة محطات تقوية تشحذ الهمة وتدفعها إلى المضي في الطريق مرة أخرى وبعزم قوي.

المراجع

  1. في ظلال القرآن 1/ 141



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day