البحث
من باب كفارة البلاء والمرض
7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ" (1).
غريب الحديث:
يُصِبْ مِنْهُ: أي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها.
والمصيبة: اسم لكل مكروه يصيب.
المعنى الإجمالي:
الحديث بشارة عظيمة للمؤمن الصابر الشاكر المحتسب؛ فما أصابه في جسده أو نفسه من بلاء، إنما هو خير له في دنياه وآخرته، وفي عاجل أمره وآجله.
وملخصه: من يرد الله به خيراً أوصل إليه مصيبة؛ ليطهره من الذنوب وليرفع درجته بتلك المصيبة.
ما يستفاد من الحديث:
1- إن الآدمي لا ينفك عن الآلام الجسدية والنفسية؛ والبشارة فقط للمؤمن بأن البلاء الذي أصابه في هذه الدنيا دلالة على خير له.
2- فلفظه "خير" جاءت نكرة، أي إن المصائب في هذه الدنيا تكون خيراً من جملة الخير، كما أن العافية تكون خيراً من الخير أيضاً.
3- هذا الخير الذي أعطيه المصاب مشروط بالصبر؛ أي إذا صبر وشكر الله على ذلك، وإن لم يشكر فقد زاد شراً.
4- فالمصيبة تكون خيراً إذا أثارت فيمن أصيب بها صبراً وتسليماً ورضا وفهماً، كما أن العافية إذا أثارت شكراً كانت نعمة.
5- والمصيبة تكون عقوبة إن أثارت فيمن أصيب بها سخطاً ويأساً وقنوطاً، كما أن النعمة إذا أثارت بطراً كانت نقمة وآفة.
6- من الخير الذي يناله المصاب؛ أنه يكتب له أجر ما عجز عن عمله حال مرضه ومصيبته،
ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعاً:
"إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا
7- الابتلاء ملازم للمؤمن على حسب دينه؛
ففي السنن بسند صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى العَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ".
المراجع
- أخرجه البخاري (5645).