البحث
من باب الصبر علي البلاء
10- عَنْ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ:
إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ" فَقَالَتْ: أَصْبِرُ فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا (1).
غريب الحديث:
الصرع: الطرح في الأرض، ومنه الداء يبدو معه الإنسان مجنوناً.
الصبر: المنع والإمساك، والمراد حبس النفس حتى تدرك المطلوب.
المعنى الإجمالي:
طلبت المرأة التداوي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فأقرها وأرشدها إلى معالي الأمور؛ وهو الصبر، فمن صبر على البلاء دخل الجنة، وكان صبره كفارة لخطاياه ورفع درجة.
ما يستفاد من الحديث:
1- حقيقة الصبر أن لا يعترض المرء على المقدور، وأما إظهار البلاء ووصف الداء على وجه طلب العلاج، ممن يقدر عليه، فلا ينافي الصبر.
2- من ابتلي بمثل ما ابتليت به هذه المرأة، فصبر كما صبرت، كان له مثل ما وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- يجوز للمرء اختيار الصبر على العافية، ما لم يكن الوباء عاماً، لمن علم من نفسه القدرة، ولم يؤد ذلك إلى الضعف والإخلال بالتكاليف الشرعية.
4- وفي الحديث فضل الصبر على بلايا الدنيا، وأن الصبر يورث الجنة.
5- وفي الحديث دليل على جواز ترك التداوي، ما لم يكن الوباء عاماً.
6- يكون علاج الأمراض بالدعاء، والالتجاء إلى الله، وهو أنفع من العلاج بالعقاقير.
7- العلاج بالأدعية المأثورة يثمر بالإخلاص لله عز وجل، مع صدق التوكل، من جهة الداعي والمدعو له.
8- الدعاء بتخفيف بعض آثار البلاء جائز؛ ولا ينافي العزيمة، ويتأكد الدعاء بالتخفيف إذا ترتب على الترك مفسدة أو فتور عن طاعة.
المراجع
- أخرجه البخاري (5652)، ومسلم (2576).