البحث
من بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الوَباءِ، وَأَجْرِ الصَّابِرِ
13- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَأَلْتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ
فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ" (1).
غريب الحديث:
الطاعون: المرض العام، والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان.
المعنى الإجمالي:
الوباء رحمة للمؤمنين عذاب لغيرهم، فمن قابله بالصبر والاحتساب، معتقداً أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وهو مما كتبه الله عليه، فمات على ذلك، فهو شهيد، وأما من جزع من الطاعون وفر منه فليس بداخل في معنى الحديث.
ما يستفاد من الحديث:
1- عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر إنما تظهر ثمارها في زمن الشدائد، وحصول الأسقام والوباء، والبلاء في النفس أو البدن أو المال.
2- في الحديث بيان عناية الله تعالى بهذه الأمة المكرمة؛ حيث جعل ما وعد عذاباً لغيرهم، رحمة لهم.
3- أجر الشهيد لمن مات بعد إقامته في بلد الوباء صابراً مع القدرة على الخروج.
4- فإقامته طلباً للثواب، لا لحظ مالن أو غرض آخر، وإنما يحصل له الثواب بالإقامة في ذلك البلد؛ لأنه توكل على الله، ودرجة المتوكل أرفع الدرجات.
5- بالصبر والاحتساب، وصدق التوكل، ينال المرء الدرجات العلي.
6- أحاديث الطاعون، والأجر المترتب على الصبر والاحتساب، خاص بوباء معروف، ويقاس عليه كل وباء عام ينزل ببلد، فيصيب أهلها، ويموت الناس منه.
7- حرص الصحابة ونساء النبي صلى الله عليه وسلم على معرفة الموقف الشرعي من الوباء العام.
المراجع
- أخرجه البخاري (5734).