البحث
مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
23- عَنْ جَابِرٍ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
"لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (1).
غريب الحديث:
الداء: المرض
المعنى الإجمالي:
من لطف الله عز وجل أنه خلق الأدوية لكل داء، وهذا قانون كلي، كما جاء في الصحيح من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً "، واستثنى الموت والهرم.
فالمرض خروج الجسم عن المجرى الطبيعي، والمداواة رده إليه بالموافق من الأدوية المضادة للمرض.
ما يستفاد من الحديث:
1- خلق الله عز وجل الداء والدواء، وكل بقضاء الله وقدره.
2- من أصابه الداء فعليه الصبر والاحتساب، وطلب الدواء، وعدم اليأس والعجز، فالكل بيد الله عز وجل.
3- فتلك الأدوية أسباب خلقها الله سبحانه وتعالى، وأمر بالأخذ بها، فهي تنفع بإذن الله عز وجل.
4- كثير من المرضى يتداوى فلا يبرأ، والسبب فقد العلم بحقيقة المداواة لا لفقد الدواء، كما أشار الحديث، وقد نظم ذلك أحدهم فقال:
والناس يلحون الطبيب وإنما غلط الطبيب إصابة المقدار
5- في الحديث إثبات الطب، وإباحة التداوي في عوارض الأسقام.
6- وفي الحديث تحريض على طلب الأدوية للأمراض، وتشجيع على البحث العلمي والمختبري.
7- فالجهل الحاضر بدواء الوباء لا يعني عدم وجوده، ففي مسند أحمد من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، مرفوعاً: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ".
8- أفاد قوله صلى الله عليه وسلم: "فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ" أنه لا يجوز ممارسة الطب والعلاج إلا من عارف؛ فالجهل بأصول الطب يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية، فلا ينفع، بل ربما أحدث داء آخر.
9- التداوي لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات، والدعاء بطلب العافية ودفع المضار.
المراجع
- أخرجه مسلم (2204).