1. المقالات
  2. أحاديث الرسول
  3. من باب كفارة البلاء والمرض

من باب كفارة البلاء والمرض

747 2021/03/29 2021/03/29

8- عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ فَقُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَجَلْ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" (1).

غريب الحديث:

الوعك: قيل هو الحمى، وقيل: ألمها ومغصها.

حَطَّ: حط الشيء أنزله وألقاه. 

المعنى الإجمالي:

في الحديث بشارة عظيمة للمسلمين؛ فالعبد المؤمن لا ينفك عن الابتلاء والبلاء، وكما أن الشجرة تلقي ورقها، كذلك يكون تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها، وإن قلت مشقتها، وفيها أيضاً رفع الدرجات وزيادة الحسنات.

وحاصل المعنى: أن المرض إذا اشتد ضاعف الأجر، فإذا زادت الشدة زادت المضاعفة حتى تنتهي إلى أن تكفر الخطايا كلها. 

ما يستفاد من الحديث:

1- خص الله عز وجل أنبياءه بشيء من الأوجاع؛ لما خصهم به من قوة الإيمان، وشدة الصبر والاحتساب؛ ليكمل لهم الثواب، ويتم لهم الأجر.

2- وهذا الاختصاص يستخرج به نماذج الصبر والرضا والشكر والتوكل والدعاء، لتكون أسوة لمن بعدهم في تلك المعاني الكاملة. 

3- في الحديث جواز الإخبار بشدة الألم الذي يلاقيه المريض، وليس هو من التشكي والتسخط الممنوع. 

4- ويكره الإخبار عن البلاء إذا كان على وجه التشكي والجزع، وقلة الرضا عن الله عز وجل فيما قضى به؛ فذلك محيط للأجر، فذلك محيط للأجر، أو مؤثر فيه. 

5- يستحب للعائد أن يبشر المريض بثوابه، ويذكره بأجر صبره على الألم والبلاء. 

6- السيئات من ثمرات الأبدان والنفوس، وبلطف من الله تعالى تنتشر الخطايا بالآلام والأسقام. 

7- ينبغي للمؤمن أن يزيد في شكره لله تعالى على تلك النعمة، وذلك اللطف؛ لأنه تم غفران الخطايا بغير عزم من المذنب تطهيراً منه لعباده. 

8- السر في مضاعفة الألم للأنبياء وأتباعهم؛ أن البلاء في مقابلة النعمة، فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد.

المراجع

  1. أخرجه البخاري (5660) ومسلم (2571).

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day