البحث
التَّوكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
بَابُ التَّوكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
1- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (1).
غريب الحديث:
الرقبة: الكلام الذي يتلى أو يكتب للمريض طلباً للشفاء.
الطيرة: التشاؤم بالشيء.
ووكلت أمري إلى فلان: أي ألجاته إليه واعتمدت فيه عليه.
المعنى الإجمالي:
أهم عدة تبعث الأمل في نفس المسلم هي كمال التوكل على الله عز وجل والثقة به، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً يدخلون بتوكلهم التام الجنة بغير حساب؛ فأرفع منزلة وأسنى درجة هي المتوكلين؛ الذين لا يطلبون الرقية من غيرهم، ولا يعتمدون عليها، ولا حرج على من طلب الدواء والرقية.
ما يستفاد من الحديث:
1- التشاؤم مذموم في شرعنا الحنيف، ومناقض للعقيدة السليمة، وقد نهى الشرع عن الطيرة، وأخبر أن لا تأثير لها في جلب نفع أو دفع ضر.
2- إن الصحة والسقم قد جف بهما القلم، والنفس تطيب بالعلاج وتأنس بالدواء والرقية، ولعلها توافق قدراً فتكون سبباً للتفريج.
3- المسلم على ثقة بأن قضاء الله عز وجل نافذ، ومع تمام التوكل لا بد من التحرز من البلاء كما فعله الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم أجمعين.
4- التوكل محله القلب، والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل؛ للثقة بأن الأمور بيده سبحانه وتعالى، فالتعسير والتيسير مقدر.
5- لا يصح اسم التوكل على من اعتمد على الأسباب؛ التي لا تضر ولا تنفع بذاتها، فإذا ركن الشخص إلى السبب واعتمد عليه، قدح في توكله.
6- الرقية غير ممنوعة شرعاً، وإنما منع منها ما كان مخالفاً للشرع.
7- إن الرقية بكلام الله تعالى تقتضي التوكل عليه، وصدق الالتجاء إليه، والرغبة فيما عنده، وهذا من تمام التوكل.
8- عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "يا أيها الناس توكلوا على الله، وثقوا به؛ فإنه يكفي ممن سواه".
9- وقال سعيد بن جبير: "التوكل على الله جماع الإيمان".
أي معافي شعب الإيمان كلها مجموعة في التوكل، فتأمل تغنم.
10- شبه بعضهم التوكل فقال: المتوكل كالطفل؛ لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه.
المراجع
- أخرجه البخاري (6472).