البحث
خيرية إطعام الطعام وإفشاء السلام
وخص الرسول صلى الله عليه وسلم هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت، لما كانوا فيه من الجهد ولمصلحة التأليف. ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة (1)، كما رواه الترمذي وغيره من حديث عبدالله بن سلام "أيها الناس:
أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وصلوا الأرحام، وصلوا الليل والناس نيام، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ"
(2). قال النووي: (وإنما وقع الحاجة إلى إفشاء السلام وإطعام الطعام أكثر وأهم، لما حصل من إهمالهما والتساهل في أمورهما ونحو ذلك) (3) هذا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بحالنا اليوم من بعد الناس عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن ندرس معالمها فإلى الله المشتكى.
قوله:
"على من عرفت ومن لم تعرف"
أي: لا تخص به أحداً تكبراً أو تصنعاً، بل تعظيماً لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم (4).
ولا يخص بالسلام على من يعرف كما يفعله كثير من الناس اليوم قال النووي (في التسليم على من لم يعرف: إخلاص العمل لله تعالى، استعمال التواضع، وإفشاء السلام الذي شعار هذه الأمة) (5).
_______________________
- ابن حجر، فتح الباري، (1/ 56).
- رواه الترمذي برقم (185) وقال: (هذا حديث حسن صحيح) وصححه الألباني في السلسلة برقم (569).
- شرح صحيح مسلم (1/ 207).
- ابن حجر. فتح الباري، (1/ 56) والنووي. شرح صحيح مسلم (1/ 208).
- شرح صحيح مسلم. (1/ 208).
وقال ابن بطال: (في مشروعية السلام على غير معروف استفتاح المخاطبة؛ للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم أخوة فلا يستوحش أحد من أحد) (1).