البحث
خيرية إغناء الورثة
- قوله:
"يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ
" أي: يسألونهم بأكفهم، يقال: تكفف الناس واستكف إذا بسط كفه للسؤال، أو سأله ما يكف عنه الجوع (1).
- قوله: "
وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ"
هذا جواب من الرسول صلى الله عليه وسلم فيه بيان العلة من النهي عن الوصية بأكثر من الثلث، كأنه قال: لا تفعل لأنك إن مت تركت ورثتك أغنياء، وإن عشت تصدقت وأنفقت، فالأجر حاصل لك في الحالتين.
- قوله: "
وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ
" أي: يطيل عمرك، فقد عاش سعد - رضي الله عنه - أزيد من أربعين سنة بل قريب من خمسين فيكون عاش بعد حجة الوداع خمساً وأربعين أو ثمان وأربعين (2).
- قوله:
"فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ"
أي: ينتفع بك المسلمون بالغنائم مما سيفتح الله على يديك من بلاد الشرك. ويضر بك المشركون الذي يهلكون على يديك.
* من فوائد الحديث:
1- مشروعية زيارة المريض لإمام ممن دونه، وتتأكد باشتداد المرض.
2- وضع اليد على جبهة المريض، ومسح العضو الذي يؤلمه، والدعاء له بطول العمر.
_______________________
- المرجع السابق.
- ابن حجر، فتح الباري، (5/ 368).
3- إن أعمال البر والطاعة إذا كان منها ما لا يمكن استدراكه، قام غيره في الثواب والأجر مقامه وربما زاد عليه. وذلك أن سعداً خاف أن يموت بالدار التي هاجر منها فيفوت عليه بعض أجر هجرته، فأخبره صلى الله عليه وسلم بأنه إن تخلف عن دار هجرته فعمل عملاً صالحاً من حج أو جهاد أو غير ذلك، كان له به أجر يعوض ما فاته من الجهة الأخرى.
4- الحث على صلة الأرحام والأقارب والشفقة على الورثة، وأن صلة الأقرب أفضل من صلة الأبعد.
5- أن المباح إذا قُصد به وجه الله صار طاعة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ".
6- الحث على الكسب الحلال من أجل إغناء الورثة عن سؤال الناس بعد موت عائلهم.
7- التأسف على فوت ما يحصل من الثواب.
8- النظر في مصالح الورثة.
9- من ترك مالاً قليلاً فالاختيار له ترك الوصية، أو إبقاء المال للورثة.