البحث
وكان يعلمهم الأدعية النافعة:
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله عز وجل. قال: "سل الله العافية". فمكثت أياماً، ثم جئت، فقلت: يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله. فقال لي: "يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة".
فأمره صلى الله عليه وسلم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شئياً يسأل الله به دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية، ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عمه العباس منزلة أبيه، ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده.
ففي تخصيصه بهذا الدعاء، وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته، وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى، ويستدفعون به في كل ما يهمهم.