البحث
وإذا مات أحد منهم، ولم يشهد جنازته؛ ذهب إلى قبره؛ ليصلي عليه
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها. فقالوا: ماتت قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟" قال: فكأنهم صغروا أمرها. فقال: "دلوني على قبرها". فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم".
وفي رواية:
"فخرج بأصحابه فوقف على قبرها فكبر عليها، والناس خلفه، ودعا لها، ثم انصرف".
لم ينشغل هذا القائد العظيم عن تفقد حال امرأة كانت تقم المسجد.
فما أعظم هذا القائد! وما أحسن عشرته!
من فوائد الحديث:
فيه: بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع والرفق بأمته. وتفقد أحوالهم، والقيام بحقوقهم، والاهتمام بمصالحهم في آخرتهم ودنياهم.
وفيه: فضل تنظيف المسجد.
وفيه: السؤال عن الخادم والصديق إذا غاب.
وفيه: المكافأة بالدعاء.
وفيه: الترغيب في سجود جنائز أهل الخير.
وفيه: ندب الصلاة على الميت الحاضر عند قبره لمن لم يصل عليه.
وفيه: الإعلام بالموت.
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو لخادمه:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، فقال: "قوموا فلأصلي بكم" – في غير وقت صلاة-، فصلى بنا، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة. فقالت: أمي: يا رسول الله خويدمك ادع الله له. قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: "اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيه". قال أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرى بضع وعشرون ومائة.