1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان صلى الله عليه وسلم يخصهم بأشياء دون سائر أصحابه

وكان صلى الله عليه وسلم يخصهم بأشياء دون سائر أصحابه

الكاتب : محمد صالح المنجد
283 2023/06/01 2023/06/01
المقال مترجم الى : English

عن أبي سعيد الخدري قال:

خطب النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه فقال: "إن الله خير عبداً بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عند الله". فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وبكى.

فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا

فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ، إن يكن اللخ خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد وكان أبو بكر أعلمنا.

قال: "يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر. ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لأتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر.

الخوخة: هي الباب الصغير بين البيتين، أو الدارين، ونحوه، والمعنى: لا تبقوا باباً غير مسدود إلا باب أبي بكر فاتركوه بغير سد.

وفي هذا الحديث فضيلة وخصيصة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه.

وقد ذكر عمر بن شبه في "أخبار المدينة" أن دار أبي بكر التي أذن له في إبقاء الخوخة منها إلى المسجد كانت ملاصقة للمسجد، ولم تزل بيد أبي بكر حتى احتاج إلى شيء يعطيه لبعض من وفد عليه، فباعها فاشترتها منه حفصة أم المؤمنين بأربعة آلاف درهن، فلم تزل بيدها إلى أن أرادوا توسيع المسجد في خلافة عثمان فطلبوها منها؛ ليوسعوا بها المسجد، فامتنعت وقال: كيف بطريقي إلى المسجد؟ فقيل لها نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت.

من فوائد الحديث:

فيه: فضيلة ظاهرة لأبي بكر الصديق، وأنه كان متأهلاً لأن يتخذه النبي صلى الله عليه وسلم خليلاً.

وفيه: شكر المحسن والتنويه بفضله والثناء عليه.

وفيه: أن المساجد تصان عن تطرق الناس إليها في خوخات ونحوها إلا من أبوابها، إلا لحاجة مهمة.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day