1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. خرج مع النبي ﷺ في هذه الغزوة قلة من المنافقين، وحاولوا اغتياله في طريق العودة، فعصمه الله منهم.

خرج مع النبي ﷺ في هذه الغزوة قلة من المنافقين، وحاولوا اغتياله في طريق العودة، فعصمه الله منهم.

الكاتب : محمد صالح المنجد
74 2024/07/23 2024/07/23
المقال مترجم الى : English

وهم خمسة عشر رجلاً تعادهدوا  أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادى إذا تسنم العقبة بالليل. 

عن أبى الطفيل :

لما أقبل رسول الله ﷺ من غزوة تبوك ، أمر منادياً ، فنادى : إن رسول الله ﷺ أخذ العقبة (1)، فلا يأخذها أحد. فبينما رسول الله ﷺ يقوده حذيفة ، ويسوق به عمار، إذا أقبل رهط متلثمون على الرواحلى ، غشوا عماراً، وهو يسوق برسول الله ﷺ ، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل . فقال رسول الله ﷺ لحذيفة : " قد،قد " (2) ، حتى هبط رسول الله ﷺ . فلما هبط رسول الله ﷺ نزل ، ورجع عمار. فقال: " ياعمار ، هل عرفت القوم ؟ " . فقال : قد عرفت عامة الرواحل ، والقوم متلثمون. قال : " هل تدرى ما أرادوا ؟" . قال : الله ورسوله أعلم . قال: " أرادوا أن ينفروا برسول الله ﷺ ، فيطر حوء " . فعذر رسول الله ﷺ منهم ثلاثة، قالوا : والله ما سمعنا منادى رسول الله ﷺ ، وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار : أشهد أن الاثنى عشر الباقين حرب لله ولرسوله فى الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد (3).

وقد أنزل الله فى هؤلاء قوله :

وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ

[التوبة :٧٤] .

 قال النووى : " وهذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التى كانت بها بيعة الأنصار رضى الله عنهم ، وإنما هذه عقبة على طريق تبوك ، اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله ﷺ فى غزوة تبوك ، فعصمه الله منهم " (4) .   

وقال بن الأثير: " قد يظن بعض من لا علم عنده ، أن أصحاب العقبة المذكورين فى هذا الحديث : هم أصحاب العقبة الذين بايعوا النبى ﷺ وفى أول الإسلام، وحاشاهم من ذلك. 

إنما هؤلاء قوم عرضوا الرسول الله ﷺ فى عقبة صعدها لما قفل من غزوة تبوك، وقد كان أمر منادياً ، فنادى : " لا يطلع العقبة أحد ، لا يطلع العقبة أحد " ، فلما أخذها النبى ﷺ عرضوا له ، وهم ملثمون ، لئلا يعرفوا ، أرادوا به سوءاً ، فلم يقدرهم الله تعالى " (5).

المراجع

  1. العقبة : طريق فى الجبل وعر.
  2.  أى : حسبك، وهى بمعنى : كفى كفى .
  3. رواه أحمد فى مسنده [٢٣٢٨٠]، وقال الهيثمى فى المجمع [١٩٥/٦]: " رجاله رجال الصحيح "، وقال الأرناؤوط : " إسناده قوى على شرط مسلم "، وأصل هذه القصة فى صحيح مسلم [٢٧٧٩] مختصرة . 
  4.  شرح النووى على صحيح مسلم [١٢٦/١٧].
  5.  جامع الأصول من أحاديث الرسول [٩٣٠٦/١].



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day