1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وقد بشرهم بأنهم يسبقون الأغنياء بدخول الجنة بفارق زمني كبير

وقد بشرهم بأنهم يسبقون الأغنياء بدخول الجنة بفارق زمني كبير

الكاتب : محمد صالح المنجد
287 2023/10/16 2023/10/16

عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

كنت قائماً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد يصرع منها. فقال: لما تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله؟ فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي". فقال اليهودي: جئت أسألك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أينفعك شيء إن حدثتك؟" قال: أسمع بأذني. فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه، فقال: "سل". فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر". قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: "فقراء المهاجرين"... الحديث.

وعن أبي عبد الرحمن الحبلي قال:

سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما – سأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ - فقال له عبدالله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم قال: ألك مسكن تسكنه؟. قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال: فإن لي خادماً. قال: فأنت الملوك. قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبدالله بن عمرو بن العاص وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيء، لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً. قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئاً

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟". قال: الله ورسوله أعلم. قال: "المهاجرين، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة: أو قد حوسبتم؟ فيقولون: بأي شيء نحاسب؟ وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك". قال: "فيفتح لهم، فيقيلون فيه أربغيت عاماً قبل أن يدخلها الناس".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وهو خمسمائة عام".

تنبيه: دل حديث ابن عمرو على أن السبق بأربعين عاماً، ودل حديث أبي هريرة على أن السبق بخمسمائة عام، والجمع بينهما بأمور:

1. أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل الأغنياء المهاجرين بأربعين خريفاً، ويسبق سائر الفقراء سائر الأغنياء بخمسمائة عام.

2. قال البيهقي: "اختلفت الروايات في هذه المواقيت فإن كانت كلها محفوظة، فيحتمل أن يكون اختلافها باختلاف درجات الفقراء، ومنازلهم من الطاعة".

فقد بوب ابن حبان لحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه بقوله: "ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء المهاجرين بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة".

وبوب الحديث أبي هريرة رضي الله عنه بقوله: "ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء هذه الأمة الصابرين على ما أوتوا بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة".

 قال ابن القيم رحمه الله: "والذي في الصحيح أن سبقهم لهم بأربعين خريفاً، فإنا أن يكون هو المحفوظ، وإنا أن يكون كلاهما محفوظاً مدة السبق بحسب أحوال الفقراء والأغنياء، فمنهم من يسبق بأربعين، ومنهم من يسبق بخمسمائة، كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب أحوالهم. والله أعلم".

 3.      أن الخمسمائة عام باعتبار أول الفقراء وآخر الأغنياء.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:

كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلعت الشمس، فقال: "يأتي الله قوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس". قال أبو بكر: أنحن هم يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكم خير كثير، ولكنهم الفقراء والمهاجرون الذين يحشرون من أقطار الأرض". وقال: "طوبى للغرباء، طوبى للغرباء، طوبى للغربا"، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: "ناس صالحون في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم".


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day