البحث
وإذا لم يجد الصلح بين المتخاصمين حكم بينهم بحكم الشرع
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي ﷺ في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، كانا يسقيان به كلاهما. فاختصما عن النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ للزبير:( اسق يا زبير، ثم ارسل الماء جارك) فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله أن كان بن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله ﷺ .ثم قال:( اسق يا زبير، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر).فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)
قال ابن عبد البر:( ومعنى هذا الحديث: أن رسول الله ﷺ كان قد أشار على الزبير بما فيه السعة للأنصاري، فلما كان منه ما كان من الجفاء استوعب للزبير حقه في صريح الحكم)
قال النووي: ( وكان الزبير صاحب الأرض الأولى، ويدل عليه رسول الله ﷺ، فقال: اسق شيئا يسيرا دون قدر حقك، ثم أرسله إلى جارك إذلالا على الزبير، ولعلمه بأنه يرضى بذلك، ويؤثر الإحسان إلى جاره، فلما قال الجار ما قال؛ أمره أن يأخذ جمبع حقه)
من فوائد الحديث:
فيه: الإشارة بالصلح، والأمر به.
وفيه: أن للحاكم أن يستوعب لكل واحد من المتخاصمين حقه إذا لم ير منهما قبوله للصلح، ولا رضا بما أشار به.
وفيه: توبيخ من جفا على الإمام والحاكم ومعاقبته.