البحث
وكان يأخذهم معه إلى المسجد:
قال أبو بكرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى، ويقول: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
وعن بريدة بن الحصيب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران، يعثران ويقومان. فنزل، فأخذهما، فصعد بهما المنبر، ثم قال: "صدق الله: {إِنَّمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ} [التغابن: 15]، رأيت هذه فلم أصبر" ثم أخذ في الخطبة.
"يعثران" أي: يمشيان مشي صغير؛ يميل في مشيه تارة إلى هنا، وتارة إلى هنا؛ لضعفه في المشي، فحملهما؛ وهو من كمال ما وضع الله تعالى فيه صلى الله عليه وسلم من الرحمة.
وقوله :
{إِنَّمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَأَوْلَٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ}
[التغابن: 15]
أي: تشغل البال عن القيام بالطاعة، وظاهر الحديث أن قطع الخطبة والنزول لهما فتنة، دعا إليها محبة الولد، على أن الفتنة بالولد مراتب، وهذا من أدناها، وقد يجر إلى ما فوقه فيحذر.
وفي هذا الحديث: بيان رحمته صلى الله عليه وسلم، وحبه لأحفاده.
ومن ذلك أنه كان يحمل بعضهم أثناء الصلاة:
عن أبي قتادة الأنصاري قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس، وأمامة بنت أبي العاص، وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها.
ويحتمل ما قد يصدر منهم أثناء الصلاة:
عن شداد بن الهاد رضي الله عليه وسلم قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً؛ أو حسيناً. فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى. فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال شداد: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ساجد فرجعت إلى سجودي. فلما قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها؛ حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك. قال: "كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".