البحث
تربية الولد - تحفيظهم كتاب الله
7-تحفيظهم كتاب الله:
أعظم ما ينتفع به الوالد و الولد في الدنيا و الآخرة ، حفظ القرآن الكريم ، فإنِّه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة ، و من فاتته فرصة حفظ القران في صغره فليحفظ أولاده الذكر و الإناث ؛ و الحفظ في الصغر أسهل من الكبر .
و هذه قصة عمر بن أبي سلمة ، أصح دليل على سرعة حفظ الطفل و الحث على المسارعة في تحفيظ الأبناء:
قال عمر بن سلمة كنا بماء ممر الناس , وكان يمر بنا الركبان فنسألهم : مال الناس؟ ، فيقولون : يزعم أنَّ الله أرسله ، أوحى إليه بكذا ؛ فكنت أحفظ ذلك الكلام و كأنما يقر في صدري ، فلما أسلم قومه و أمرهم النبي بالصلاة ، قال : فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني ! ، لما كنت أتلقى من الركبان فقدموني بين أيديهم و أنا ابن ست أو سبع سنين .رواه البخاري
• و مما يدل على أنَّ هذا دأب الصحابة ، قول ابن عباس : جمعت المحكم في عهد رسول الله، فقلت له : ما المحكم ؟ ، قال : المفصل ( أي من الحجرات إلى آخر القرآن ) ؛ و قال أيضًا : سلوني عن التفسير فإني حفظت القرآن و أنا صغير.
• وعن ابن عباس قال : من قرأ القرآن قبل أن يحتلم ، فهو ممن أوتي الحكم صبيًا . " الآداب الشرعية لابن مفلح "
و مما يستطرف في هذا الشأن ، حكاية الفرزدق حيث دخل مع أبوه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و قال له : إنَّ ابني يوشك أن يكون شاعراً ، فقال له: أقرئه القرآن فهو خير له! ، فقال : ما زالت كلمته في نفسي حتى قيّد نفسه بقيد و آلى أن لا يفكه حتى يحفظ القرآن ، فما فكه حتى حفظه . " خزانة الأدب "
وأيضًا تعليمه الأدعية النبوية و أذكار الصباح و المساء و دعاء الاستخارة ، و ما إلى ذلك مما يجعله متصلًا بسنة النبي صلى الله عليه و سلم .
المرحلة الثانية - بداية البلوغ :
بعد البلوغ تجني ثمرة ما زرعت و ما رعيت و تعبت ، فإن أحسنت الأدب في الصغر ، كان ولدك قرة عين لك ، و إن لم تحسن كان غمًا و همًا .
بعد البلوغ يمتنع الأب عن الضرب و التوبيخ ، لأنه قد يؤدي إلى تطاول الولد عليه ، أو يفعل شيء مما لا يحمد عقباه ، لكن عليه أن يدعو له و يحاوره ، و يلجأ إلى الوسائل السلمية لتقويمه .
و أن يعينه على الزواج بالمال ، إن كان الأب ميسورًا . "
و نسال الله تعالى أن يرزقنا و إياكم الذرية الصالحة .