1. المقالات
  2. تدبر حديثًا
  3. الحديث الرابع عشر: (مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ)

الحديث الرابع عشر: (مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ)

تحت قسم : تدبر حديثًا
2796 2020/04/20 2020/04/20
المقال مترجم الى : Español English
الحديث الرابع عشر: (مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ)

روى الشيخان واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،

قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ، تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ، قَالَ: «اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا» فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا، مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً، إِلَّا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ، وَاثْنَيْنِ" وفي رواية أخرى لمسلم: "لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبَهُ" وعند البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ: لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ

المعاني: 

ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ: استأثروا واختصوا به دوننا

تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا: ماتوا في حياة الوالدين

لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ: لم يبلغوا حد التكليف الشرعي بالاحتلام أو الحيض، فلم تُكتب لهم ذنوب

الفوائد ( 30 فائدة)

فوائد تتعلق بالصبر والاحتساب: 

1. الجزاء على قدر البلاء، ففقد الابن ألم كبير وبلاء عظيم فوافقه ثواب عظيم وهو الحجب والإبعاد عن النار

2. الاحتساب عند المصائب شرط لتحويل الصبر من سلوك فطري معتاد إلى سلوك تعبدي يثاب الإنسان عليه

3. فقد الولد سبب لدخول الجنة بشرط الصبر والرضا والاحتساب

4. رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو أحب الخلق لله وأعزهم عليه، فقد في حياته من أبنائه من خديجة ثلاث إناث راشدات، وفقد ذكرين أو ثلاثة ولم يبلغوا الحنث، وفقد ولده إبراهيم من مارية في أواخر عمره، وقد تألم وبكى لفقدهم ولكن كان أسوة في الرضى والاحتساب

5. ذهب بعض أهل العلم أن الحديث في ثواب فقد الولد عامة وإن ماتوا كبارا بالغين لأن الفاجعة بالكبير أكبر وخاصة مع كبر سن الوالدين وصعوبة الإنجاب، وحملوا الحديث على أنه نوع من التنبيه بالأدنى على الأعلى

6. البشرى في الحديث تشمل الآباء كما الأمهات وجاء ذلك في رواية أخري بلفظ "لا يموت لمسلم"

7. من مات له ولد به جنون وكان قد تجاوز سن التكليف يدخل في البشري أيضا، لأنه غير مكلف وإن بلغ، فهو والأطفال سواء

فوائد تتعلق بتعليم النساء:

1. جواز طلب النساء للعلوم الشرعية كما في هذا الحديث، ولغيرها من العلوم كما في أدلة أخرى

2. جواز تدريس الرجال للنساء العلوم الشرعية إن لم يتوفر من يقوم بمهمة التدريس من النساء أو كان عند الرجال علم ليس موجودا عند النساء، وعكس ذلك صحيح أيضا، مع مراعاة الضوابط الشرعية مثل عدم الخلوة

3. للنساء كما للرجل احتياجات شرعية وحياتية لابد من الاهتمام بها في التخطيط لتعليمهن

4. (اجتمعن في يوم كذا وكذا) عيَّنه لهن ليكن مستعدات، فتكون الموعظة أوقع لأن ما حصل بالطلب ليس كالحاصل بلا تعب

5. الحياء لم يمنع الصحابيات من تعلم أمور دينهن

الفوائد الفقهية: 

1. صوت المرأة ليس بعورة

2. جواز تكلم المرأة مع الرجال للمصلحة

3. عدم الاختلاط بين الرجال والنساء إلا لحاجة أو مصلحة راجحة

الفوائد العقائدية: 

1. ذراري المسلمين في الجنة لأن الله يغفر لآبائهم برحمته، فهي أولى للأبناء الذين لم يبلغوا التكليف

2. بشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أنه يحتاج إلى تعليم الله له فيما يبلغه للناس من الرسالة، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)

3. نزول الوحي لإجابة الأسئلة، لذلك أورده البخاري في باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله، ليس برأي ولا تمثيل، ويظهر ذلك عند تكرار سؤال المرأة ثلاثا، وعدم رد النبي عليها حتى أوحى الله له الرد

الفوائد التعليمية: 

1. بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعاهد أصحابه بالموعظة والتعليم

2. العالم إذا أمكنه أن يحدث بالنصوص عن الله ورسوله فلا يحدث بنظره ولا قياسه

3. استحباب الاجتماع لطلب العلم

4. مجيء العالم إلى الطالب لا ينقص من شرف العالم ولا شرف العلم

5. سؤال الطلاب العالم أن يجعل لهم يومًا ومكانا لتلقي العلم، وإجابة العالم إلى ذلك، وجواز الإعلام بذلك المجلس للاجتماع فيه

6. جواز أن يخص فئة بالتعليم، وترجم له البخاري في كتاب العلم هل يجعل للنساء يومًا على حده في العلم

الفوائد العامة: 

1. فضيلة المبادرة الحسنة، فسؤال المرأة كانت سببا في تعلم كثير من النساء والرجال بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم

2. (من ولدها ثلاثة) دليل استحباب كثرة الأولاد، فالثلاثة بداية الكثرة، فمن مات له ثلاثة فربما أن لديهم أكثر من ذلك أو أنهم يسعون لإنجاب أولاد غيرهم

3. الذرية الصالحة رزق وعون في الدنيا وستر من النار يوم القيامة

4. الأصل للمرأة هو القرار في البيت ويجوز خروجها للحاجة، على عكس الرجال الذين يكثر خروجهم من البيت فكان سبباً لاستئثارهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

الفوائد الدعوية: 

 1. مراعاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الذي يخاطبه، فيعامله بالأسلوب الذي يناسبه دون توبيخ أو سخرية أو استهزاء، فالمرأة لما كررت كلمة اثنتين أجابها رسول الله بنفس الطريقة مع أنه كان يكفيه الرد مرة واحدة

الفوائد اللغوية: 

  1. الولد يطلق على الذكر والأنثى، وعلى المفرد والجمع
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day