البحث
وكان يقر أهله على النظر إلى اللهو المباح:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فسمعنا لغطاً وصوت صبيان، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا الحبشة يلعبون بحرابهم، فقال: "يا عائشة تعالي فانظري"، فحيث، فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت انظر إليهم ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: "أما شبعت، أما شبعت؟"، فجعلت أقول: لا؛ لأنظر منزلتي عنده.
"وفيه: حسن خلقه الكريم، وجميل معاشرته لأهله".
وقال ابن بطال: "فيه: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الخلق الحسن، وما ينبعي للمرء أن يمتثله مع أهله؛ من إيثاره مسارهم، فيما لا حرج عليهم فيه".
وفي رواية: "فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم"
وفي رواية: "قلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي، ثم قال: "حسبك؟"، قلت: لا تعجل، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه".
"وفيه: أن تفسير حسن المعاشرة هو: الموافقة، والمساعدة على االإرادة غير المحرمة، والصبر على أخلاق النساء في غير المحرم من اللهو، وإن كان الصابر كارهاً لما يحبه أهله".