البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر زوجته:
ويعرف هل هي راضية عليه أو ساخطة، فها هو يقول لعائشة رضي الله عنها: "إني لأعلم إذا كانت عني راضية، وإذا كنت علي غضبي"، فقالت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: "أما إذا كنت عني راضية؛ فإنك تقولين: لا، ورب محمد، وإذا كنت غضبي؛ قلت: لا، ورب إبراهيم"، قالت: أحل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.
فلم يكن من الرجال الذين لا يبالون بزوجاتهم، رضين أم سخطن.
فهذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم الذي لم تشغله هموم الدولة، والغزو، والجهاد، وتجهيز الجيوش، ونشر الدعوة في العالم، وإرسال الرسائل إلى كسرى وقيصر، ومتابعة الأمور العظيمة، لم يشغله ذلك عن مراعاة مشاعر زوجته.
فأين هذا، ممن لا يراعي مشاعر زوجته، ولا يبالي بأمرها، سواء كانت راضية أم ساخطة، سعيدة أم حزينة؟!
ومن ذلك: مراعاته لمشاعر أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، فلما عيرتها حفصة بأنها ابنة يهودي؛ دافع عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطيب خاطرها بكلام يشرح الصدر، ويهدي الخاطر.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: "ما يبكيك؟"، فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لأبنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟"
"وإنك لأبنة نبي" إي: هارون بن عمران عليه السلام، "وإن عمك لنبي" أي: موسى ابن عمران عليه السلام