البحث
وكان آخر وصية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته: الوصية بالصلاة، وبالخدم والعبيد
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة، وهو يغرغر بنفسه: "الصلاة، وما ملكت أيمانكم".
"الصلاة" أي: ألزموها، واهتموا بشأنها، ولا تغفلوا عنها.
"وما ملكت أيمانكم" وصية بالعبيد والإماء أي: أدوا حقوقهم، وحسن ملكتهم.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم".
"اتقوا الله قيما ملكت أيمانكم" قال في النهاية (4/ 789): "يريد الإحسان إلى الرقيق، والتخفيف عنهم وقيل: أراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأيدي".
والأظهر أنه أراد بما ملكت أيمانكم المماليك، وإنما قرنه بالصلاة؛ ليعلم أن القيام بمقدا حاجتهم من الكسوة والطعام واجب على من ملكهم وجوب الصلاة التي لا سعة في تركها. وقد ضم بعض العلماء البهائم المستملكة في هذا الحكم إلى المماليك.
إخواننا العمال والخدم والدين فيما بيننا رحم
حوا وآدم والدان لنا وتقى الإله الفضل والكرم
فيم التكبر يا أحبتنا وجميعنا للطين بعد نموا؟
هذا النبي أب لخادمه بتعطف الآباء متسم
متواضع، كم قد مشى معه ومعاً بغير تكلف طعموا
باللطف يسأل عن حوائجهم أكرم به متفقداً لهم
بسماحة تعطى حقوقهم أوصى بهم بالخير أمته
ويظل يعفو عن إساءتهم لا كالذي للنفس ينتقم
يوماً تكاسل عنه خادمه فيعيد حاجته، ويبتسم
وإذا ونى في فعل حاجته ما هاجه غضب، ولا سأم
ما كان في يوم ليضربهم فلهم لديه الصفح والكرم
بل كفه بالخير جارية فكما تجود بمائها الديم