البحث
الباب الثالث: تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع شرائح اجتماعية مخصوصة
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ذوي العاهات
خلق الله سبحانه وتعالى الخلق، وميز بينهم: في أجسادهم، وألوانهم، وقدراتهم المختلفة، كما ميز بينهم في صورهم، وأشكالهم.
ومن الناس من ابتلى بالحرمان من بعض النعم الجسمانية التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الآخرين.
ويدخل في هذا أنواع كثيرة من المبتلين: كما فقد بصره، أو سمعه، أو فقد القدرة على تحريك طرف من أطرافه أو أكثر.
وكذلك من فقد جزءاً من عقله يجعله دون الإنسان السوي.
إن المجتمع لا يخلو من ذوي العاهات، وبعضهم أخف من بعض في البلاء، فالأعور أخف من الأعمى، والأعرج أخف من الشلل، فالأخف بلاء يتعظ بمن هو أشد بلاء، والصحيح يتعظ بالجميع.
ثم ما من أحد إلا ولله عليه نعم لا تحصى، فله الحمد على كل حال،
قال تعالى:
{ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
[إبراهيم: 34]
حتى هؤلاء أصحاب العاهات فإن الله تعالى يعوضهم بشيء آخر، فالأعمى مثلاً نجده غالباً يتمتع بذكاء شديد، وحفظ متقن، وسمع مرهف.
إن بعض الجهلة يقول: ما الفائدة من الاهتمام بذوي العاهات، ومعالجتهم، والإنفاق عليهم؟ نقول: إن هذا تفكير من لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، ومن لا يرجو ما عند الله، بل تفكير من هو بعيد عن معاني الإنسانية!
أما الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، فيعلمون أن وجود أصحاب العاهات بيننا فيه حكم عظيمة، وفيه فائدة للمبتلي، وعظة للصحيح.
ولقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم تعاملات كثيرة مع من ابتلاهم الله عز وجل بعاهات، وأمراض مستديمة.