البحث
وكان ﷺ يسارع في قضاء حوائج النساء
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ ، فقالت : يارسول الله إن لي إليك حاجة . فقال لها : " ياأم فلان ، انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك " . فخلا معها في بعض الطرق حتي فرغت من حاجتها (1).
وهذا من تواضع النبي ﷺ ، ولطفه بالمرأة التي تحتاج المساعدة ، والرعاية منه والرفق .
من فوائد الحديث :
فيه : بروزة ﷺ للناس ، وقربه منهم ؛ ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم ، ويرشد مستر شدهم ؛ ليشاهدوا أفعاله وحركاته ، فيقتدى بها ، وهكذا ينبغي لولاة الأمور .
وفيه : صبره ﷺ على المشقة في نفسه لمصلحة المسلمين .
وفيه : إجابته ﷺ من سأل حاجة .
وفيه : تواضعه ﷺ بوقوفه مع المرأة الضعيفة (2).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله ﷺ ، فتنطلق به حيث شاءت (3).
قال ابن حجر : " والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة على ذلك ، وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر ﷺ " (4) .
وأما وجه الجمع بين هذا الحديث وبين كونه ﷺ لم يمس يد امرأة : فقيل :
1- أن المقصود من الأخذ باليد : لازمة ، وهو الرفق والانقياد . قاله الحافظ بن حجر .
2- أن الجارية ليس لها حكم المرأة ، فالجارية تباع وتشترى ؛ ولهذا لا تحتجب الجارية حتى من الأجانب .
3- يحتمل أنها جارية صغيرة ، وهذا هو الأقرب ، أي : أنها دون البلوغ . قالها الشيخ عبد العزيز الراجحى (5).
المراجع
- رواه مسلم [٢٣٢٦ ] .
- شرح النووى على صحيح مسلم [١٨٢/١٥ ] .
- رواه أحمد [ ١١٥٣٠ ] ، وعلقه البخارى [ ٦٠٧٢ ] ، وقد سبق .
- فتح البارى [ ٤٩٠/١٠ ] .
- إسلام ويب ، وقد سبق .