1. المقالات
  2. مَنْهَجُ التربية النبوية للطفل - الشيخ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد
  3. صراع الشيطان مع الإنسان على الذرية

صراع الشيطان مع الإنسان على الذرية

الكاتب : الشيخ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد

ثم إن هناك صراعاً بين الإنسان والشيطان على الذرية والأولاد، فالشيطان أقسم أن يسعى لإبعاد الذرية عن منهج الله، ويصرفهم عن طاعته، وهذا ما أخبرنا به سبحانه وتعالى؛ لنكون على بينة من أمرنا، فننتبه لذلك، وقد خصص الله تعالى لنا فترة الطفولة البريئة، لنكسبها جولة قبل الشيطان، فإذا ما خسرها الوالدان فإن جولة أساسية قوية قد فاتتهما، فهما بحاجة إلى جهد أكثر، وعمل أكبر في المستقبل، لإصلاح ولدهما:

{ قَالَ أَرَءََيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُم فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَآءً مَوْفُوراً وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [الإسراء: 17/62-64].

وأخرج الإمام مسلم عن عياض بن حمار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ، فجاءت الشياطين فاجتالتهم".

وأمام ظاهرة الأبوة والأمومة، نلاحظ صنفاً من الناس، قد امتحنهم الله بفقدان هذه النعمة، واختبرهم بحرمانها، لحكمة يقتضيها سبحانه، ولكي تبقي القلوب موجهة إليه، تجأر إليه بالدعاء في طلب الولد، وخاصة الولد الصالح:

{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [الشورى: 42/49-50].

ولكن المجتمع الجاهلي كان يعالج هذه المشكلة بعملية تعويضية، وذلك بتبني أولاد غير أولادهم، فيربونهم، وينسبوهم لأنفسهم، وقد جاءت الآيات بإبطال هذه الأفكار، وإعادة الأمور إلى نصابها، ونسبة الابن لأبيه الحقيقي: { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُواْ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب: 33/4-5].

 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day