1. المقالات
  2. مَنْهَجُ التربية النبوية للطفل - الشيخ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد
  3. أدعية عسر الولادة

أدعية عسر الولادة

الكاتب : الشيخ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد
  • تمهيد: أدعية عسر الولادة: 

إن الطلق له آلامه؛ ومتاعبه الجسدية، والنفسية، وإن لحطة خروج المولود؛ من اللحظات الحرجة؛ لكلا الزوجين، وقد صورت الآية حالة مريم وهي في هذه اللحظات:

{ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً } [مريم: 19/22-23].

ومما يستحب ذكره أثناء الطلق ما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقال أثناء طلق ابنته فاطمة، فقد روى ابن السني بإسناد ضعيف: أن فاطمة رضي الله عنها لما دنا ولادها، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أم سلمة، وزينب بنت جحش أن تأتيا فتقرأ عندها آية الكرسي، و: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الأعراف: 7/54] و: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [يونس: 10/3] ويعوذاها بالمعوذتين.

ومما رواه ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عسر على المرأة ولدها أخذ إناءً لطيفاً يكتب فيه: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } [الأحقاف: 46/35] إلى آخر الآية. و: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [النازعات:97/46] و: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ } [يوسف: 12/111] ثم يغسل، ويسقي المرأة منه، وينضح على بطنها وفرجها".

والمرأة في هذه الساعات الشديدة العصبية؛ بحاجة إلى التوجه بالدعاء إلى الله تعالى، ويقدر تضرعها إليه بصدق، وإخلاص، وتجديد التوبة النصوح، فسرعان ما ييسر الله تعالى عليها ولادتها، ويهييء لها أسباب تحمل آلام المخاض، ومشاقه.

قال الشيخ ابن ظفر المكي: "بلغني أن أبا السري منصور بن عمار رضي الله عنه أصاب أمه وجع الولادة، وعندها قابلتها، وهو صبي بين يديها، فقالت له: يا منصور! بادر إلى أبيك فادعه، فقال لها: أتستعينين في حال الشدة بمخلوق؛ لا يضر ولا ينفع، وأكون أنا رسولك إليه، قالت: الساعة أموت، قال لها: قولي يا الله أغثني، فقالت ذلك، فاندلق جنينها من ساعته".

 

وإن رعاية الله مستمرة للإنسان؛ ورحمته لا تنفك لحظة، وتيسره لعباده من اللحظة الأولى، وهذا أشارت إليه الآية الكريمة: { ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ } [عبس:80/20] فيخرج الطفل من بطن أمه، وينتهي دوام الحياة الجنينية، لتبدأ الحياة الطفلية، وهنا تبدأ حقوقه على وليه بما يلي:

 

أولاً- عمل اليوم الأول من الولادة:

1-    إخراج زكاة الفطر: وسنتكلم عنها في الفصل الثالث – إن شاء الله -.

2-  استحقاق الميراث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا اسْتَهَل المولود وُرَّث" رواه أبو داود. 

وعن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله، والمسور بن مخرمة قالا: قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يرث الصبي حتى يستهل صارخاً، واستهلاله أن يصبح؛ أو يعطس؛ أو يبكي". ذكره أحمد بن حنبل في رواية ابنه عبد الله، وصححه ابن حبان.

قال في "شرح السنة" لو مات إنسان، ووارثه حمل؛ يوقف له الميراث، فإن خرج حياً كان له، وإن خرج ميتاً فلا يورث منه؛ بل لسائر ورثة الأول، فإن خرج حياً، ثم مات يورث منه، سواء استهل أو لم يستهل، بعد أن وجدت فيه أمارة الحياة: من عطاس؛ أو تنفس، أو حركة دالة على الحياة.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day