البحث
الفرق بين النبى والرسول
المبحث الثالث: معنى النبوة والرسالة
معنى النبوة لغة:
النبوة لغة مشتقة من النبأ وهو الخبر ، أو النَّـباوة والنَّـبْوة وهو الارتفاع ، أو النبيء وهو الطريق الواضح.[1]
ولو نظرنا إلى النبوة الشرعية لوجدنا أنها تشمل كل هذه المعاني اللغوية ، "إذ النبوة إخبار عن الله عز وجل ، وهي رفعة لصاحبها لما فيها من التشريف والتكريم ، وهي الطريق الموصلة إلى الله سبحانه".[2]
والنبوة في اصطلاح الشرع خبرٌ خاص ، يُكرِم الله عز وجل به أحدا من عباده ، فيميزه به عن غيره بإلقاءه إليه ، ويُوقفه به على شريعته بما فيها من أمرٍ ونهيٍ ووعظٍ وإرشادٍ ووعدٍ ووعيد.[3]
معنى الرسول لغة:
الرسول لغة مأخوذ من الـرِّسل – بتشديد الراء وكسرها – أو الـرَّسل ، - بتشديد الراء وفتحها.
فأما الـرِّسل فهو الانبعاث على تؤدة ، يقال: على رِسلك ، أي سر بمهل وتؤدة.[4]
فالرسول على هذا الاشتقاق هو المنبَـعِث.
وأما الـرَّسل فهو التتابع ، يقال جاءوا أرسالا أي متتابعين.
فالرسول على هذا الاشتقاق هو الذي يتابع أخبار من بعثه.[5]
والرسول يطلق كذلك على متحمل القول والرسالة.
معنى الرسول شرعا: كل المعاني المتقدمة يدل عليها المعنى الشرعي لكلمة رسول ، فالرسول مبعوث من قبل الله ، وهو أيضا يتابع أخبار من بعثه ، وهو كذلك متحمل لرسالة ربه.
والرسل وسائط بين الله وبين خلقه ، يبلغونهم أمره ونهيه ، فهم السفراء بين الله وبين عباده في مجال التبليغ ، يبلغونهم شرع ربهم ، ويرشدونهم إلى ما فيه صلاح معاشهم ومعادهم ، وبهذا كانوا حجة لله على الناس ، كما قال تعالى ﴿رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما﴾[7]
وقد تجاوز أقوام هذا الحد الشرعي ، فجعلوا الرسل وسائط في الدعاء ، فمن هذا قول بعضهم: (نحن ندعو النبي ﷺ ليكون وسيطا بيننا وبين الله ، فنحن ندعوه ، وهو يدعو الله ، فيستجاب لنا) ، وهذا الفعل شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، فقد أمر الله بدعائه وحده ، وما أرسل الله الرسل ليدعونهم الناس ، بل أرسلهم ليبلغوا رسالته ، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك الله ، فمن دعا غير الله – أيا كان ذلك المدعو – فقد خالف أصل الرسالة الإلـٰهية ، وضل عن السبيل المستقيم ، والله الهادي.
المراجع
- انظر «لسان العرب».
- «شعب الإيمان» للبيهقي ، (1/150).
- «لسان العرب» ، مادة «رسل».
- «لسان العرب» ، مادة «رسل».
- «لسان العرب» ، مادة «رسل».
- سورة النساء: 165 .
- وقد تجاوز أقوام هذا الحد الشرعي ، فجعلوا الرسل وسائط في الدعاء ، فمن هذا قول بعضهم: (نحن ندعو النبي r ليكون وسيطا بيننا وبين الله ، فنحن ندعوه ، وهو يدعو الله ، فيستجاب لنا) ، وهذا الفعل شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، فقد أمر الله بدعائه وحده ، وما أرسل الله الرسل ليدعونهم الناس ، بل أرسلهم ليبلغوا رسالته ، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك الله ، فمن دعا غير الله – أيا كان ذلك المدعو – فقد خالف أصل الرسالة الإلـٰهية ، وضل عن السبيل المستقيم ، والله الهادي.