البحث
الحق السابع: مجانبة الراغبين عن سنة النبي ﷺ
ومن أصــول اعتــقاد أهل السـنة والجماعة مجانبة أهل البدع ، والحــكمة في ذلك ألا يُـلبِّسوا على السُّني دينه ، وليكون في هجره تأديبا له لعله يرجع عن بدعته ، فعن سفيان الثوري قال: من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره [1]، وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيُدخله الله في النار ، وإما أن يقول (والله ما أبالي ما تكلَّموا ، وإني واثق بنفسي) ، فمن أمِن الله على دينه طرفة عين سلَبه إياه[2].
وعــن أبي قلابة[3] أنه قال: لا تجالــسوا أهل الأهواء ولا تـخالطوهم ، فإني لا آمن أن يغمِسوكم في ضلالتهم ، ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون[4].
كان عمرو بن قيس الملائي يقول: لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك[5].
قال ابن المبارك لإسماعيل الطُّوسي: إياك أن تجالس صاحب بدعة[6].
وأعظم من ينبغي الحذر من مجالستهم من أهل البدع هم أهل البدع العقائدية ، ويليهم أهل البدع العملية ، والله أعلم.
المراجع
- أي يراه الناس يجالس أصحاب البدع فيقلدونه.
- «البدع والنهي عنها» (120).
- هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي ، أبو قلابة البصري ، ثقة فاضل. انظر «تقريب التهذيب» لابن حجر رحمه الله.
- رواه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (244) ، والدارمي في المقدمة ، باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة (397) ، والبيهقي في «كتاب الاعتقاد» ، ص 319 ، وغيرهم.
- رواه أبو نعيم في «الحلية» (5/118).
- رواه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (260).