البحث
مقدمة الأربعون خيرية حديثًا
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله:
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱتَّقُوا ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
[آل عمران: 102]
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
[النساء: 1].
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
[الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بشريعة كاملة شاملة، شملت جميع جوانب الحياة الخاصة والعامة،
كما قال تعالى:
{ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَٰمَ دِينًا ۚ }
[المائدة: 3].
وقال تعالى:
{مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلْكِتَٰبِ مِن شَىْءٍۢ ۚ }
[الأنعام: 38].
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فما من خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شر إلا وحذرها منه.
وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً في الخيرية مشتملة على بعض الأبواب الفقهية من عبادات ومعاملات وأخلاق وأحكام؛ ليعم الانتفاع بها والعمل بما جاء فيها، اقتداء برسول الأمة محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة والسلام.
وكان منهجي في هذه الرسالة على النحو التالي:
1- اخترت عشرين حديثاً في الخيرية، والتزمت أن تكون صحيحة ومعظمها في صحيح البخاري ومسلم، وقمت بشرح الأحاديث شرحاً موجزاً، وحرصت أن أربط الحديث بواقع الناس، وبما استجد في حياتهم أمور قدر المستطاع.
2- ثم اخترت عشرين حديثاً أخرى في الخيرية ودونتها مع ذكر درجتها من الصحة، دون التعرض لشرحها؛ لوضوحها ولعدم الحاجة إلى شرحها.
واتبعت في تخريج الأحاديث ما يأتي:
أ- إن كان الحديث في الصحيحين اكتفيت بالعزو إليهما أو إلى أحدهما.
ب- إن كان الحديث في غير الصحيحين اعتمدت على كلام العلماء عليه، وعولت كثيراً على مؤلفات فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله.
ج- إن كان فيها حديث قد تكلم عليه بالضعف، فقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع هذا فليس اعتمادي على مثل هذا الحديث اعتماداً كليا.
3- جعلت بين يدي الموضوع تمهيداً اشتمل على تفاصيل العبادات وأقسام الناس نحو تفاضل العبادات، مبيناً أن العبادات تتفاضل بتفاضل الأوقات والأزمنة.
وليس لي في هذه الرسالة من عمل سوى: الجمع، ثم الترتيب، ثم التعبير، ثم التلخيص؛ وهو أدنى مراتب التأليف.
ومع هذا ما كتبت شيئاً إلا خائفاً من الله، مستعيناً به معتمداً عليه، فما كان حسناً فمن الله وبفضله، وما كان ضعيفاً فمن النفس الأمارة بالسوء.
كما أسأل الله - عز وجل - أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل من يقرؤه أو يسمعه أن يبذل النصيحة لكتابه فإن الدين النصيحة، والمؤمن مرآة أخيه إذا رأي فيه عيباً أصلحه.
والله تعالى حسبي ونعم الوكيل.