1. المقالات
  2. أربعون حديثاً في الخيرية
  3. خيرية الصفح والعفو وعدم الهجر

خيرية الصفح والعفو وعدم الهجر

الكاتب : محمد بن إبراهيم الهزاع
533 2021/01/24 2024/12/18

"خيرية الصفح والعفو وعدم الهجر"

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" (2).

وقوله: "أَنْ يَهْجُرَ" الهجر ترك الشخص مكالمة الآخر إذا تلاقيا، وهي في الأصل الترك فعلاً أو قولاً. وليس المراد بها مفارقة الوطن (3).

قوله: " فَوْقَ ثَلَاثِ" أي: ثلاث أيام بلياليها، لأنها أطلقت الأيام ولم تقيد. فإذا أطلقت الليالي بأيامها، وإذا أطلقت الأيام أريد بلياليها (4).

قوله: "يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا" في رواية: "فيصد هذا ويصد هذا" (1).

ومعنى يصد: يُعرض أي يوليه عرضه وهو جانبه وناحيته (2).

قوله: "وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" أي: أفضلهما الذي يبدأ بالسلام إذا التقيا.

ففي الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وهذا بنص الحديث، وإباحتها في الثلاث وهذا بمفهومه.

والحكمة من إباحة الهجر في الأيام الثلاثة الأولى، هي أن الإنسان مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك، فعُفي عن الهجر في الثلاثة الأيام ليذهب ذلك العارض والغالب أنه يزول أو يقل في الثلاث (3).

ففي اليوم الأول يسكن غضبه، وفي الثاني يراجع نفسه، وفي الثالث يعتذر وما زاد عن ذلك كان قاطعاً لحقوق الأخوة (4). وإذا التقى المتهاجران فخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام، فإن لم يرد الطرف الآخر السلام باء بالإثم، وإن رد اشتراكا في الأجر عند الله تعالى.

* ما يستفاد من الحديث:

1- حرمة هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، وجوازه ثلاثة أيام.

2- تزول الهجرى بمجرد إلقاء السلام ورده.

3- خير المتهاجرين الذي يبدأ صاحبه بالسلام.

4- إن من أعرض عن أخيه المسلم وامتنع عن مكالمته والسلام عليه؛ فإنه يأثم بذلك، لأن نفي الحال يستلزم التحريم ومرتكب المحرم آثم.

5- يجوز الهجر فوق ثلاثة أيام؛ لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو تحصل عليه في نفسه مضرة أو في دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية (1).

6- تزول الهجرة بالمكالمة أو المراسلة إذا كان الطرف الآخر غير موجود ولا يمكن مكالمته، لأن الوحشة تزول بذلك (2).

المراجع

  1. رواه البخاري برقم (2727). 
  2. ومسلم برقم (2560).
  3.  ابن حجر، فتح الباري (10/ 492). 
  4. المرجع السابق بتصرف.
  5. النووي شرح مسلم (13/ 91).
  6. المرجع السابق بتصرف.
  7. ابن حجر، فتح الباري (10/ 495). والنووي، شرح صحيح مسلم، (13/ 91). بتصرف.
  8. الصنعاني، سبل السلام، (4/ 323).
  9. ابن حجر، فتح الباري، (10/ 496. والصنعاني، سبل السلام (4/ 23).
  10. النووي، شرح صحيح مسلم (13/ 91).




المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day