1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. الوضع السكاني

الوضع السكاني

الكاتب : صالح أحمد الشامي


الوضع السكاني

كانت المدينة سكناً للأوس والخزرج، وعلى طرفها الشرقي قامت حصون اليهود الثلاثة، حصن بني قينقاع، وحصن بني قريظة، وحصن بني النضير، هذه الحصون التي يأوي إليها اليهود ليلاً، وينتشرون في النهار فيكونون مع أهل المدينة، أو يكون أهل المدينة في أسواقهم.

وكانت هناك وقائع في الجاهلية بين الأوس والخزرج وكان آخرها يوم بعاث، وكثيراً ما كان اليهود يحركون الشر بين الطرفين. . 

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجاء معه المهاجرون. .

وبهذا يدخل عنصر سكاني جديد هو المهاجرون، وتغير الوضع الجاهلي فأصبح المؤمنون من الأوس والخزرج أخوة في الإسلام وحملوا اسم "الأنصار" وأما من لم يسلم من الأوس والخزرج فهم "المشركون". 

وليس بين أيدينا إحصاءات دقيقة عن عدد المهاجرين، ولكن غزوة بواط، التي كانت في شهر ربيع الأول من العام الثاني للهجرة، كان عدد المجاهدين فيها مائتين، وجميعهم من المهاجرين، وهذا الرقم ليس أكثر من مؤشر، إذ لم يكن الخروج إلى الجهاد يومئذ فرضاً، وهذا يعني أنه لم يخرج في هذه الغزوة جميع المهاجرين من الرجال، والأمر الثاني: هو أن هذا الرقم لا يشمل النساء والأطفال وغيرهم ممن ليس لهم قدرات قتالية.

ومهما يكن من أمر، فإن نضمام المهاجرين إلى المؤمنين من الأوس والخزرج جعل نسبة من بقي منهم على شركة قليلة.

وهكذا أضحت غالبية السكان في المدينة من المؤمنين، وساد الجو الإيماني، وأما المشركون فقد ظلوا على شركهم لا يضايقهم أحد، وأما اليهود فقد ضبط الكتاب الذي سبق ذكره علاقتهم بالمسلمين، كما ضمن لهم حريتهم الدينية.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day