1. المقالات
  2. أحاديث الرسول
  3. مَا يُذْكَرُ فِي الوَباءِ، وَأَجْرِ الصَّابِرِ

مَا يُذْكَرُ فِي الوَباءِ، وَأَجْرِ الصَّابِرِ

781 2021/04/06 2021/04/06


12- عَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْوَجَعَ فَقَالَ:

"رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ ثُمَّ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ فَيَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَيَأْتِي الْأُخْرَى فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا يُقْدِمَنَّ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ بِأَرْضٍ وَقَعَ بِهَا فَلَا يَخْرُجْ فِرَارًا مِنْهُ" (1)

 

غريب الحديث:

الزجر: العذاب.

المعنى الإجمالي:

الوباء العام كالطاعون هو عذاب سلطة الله عز وجل على بعض من سبق من الأمم، وسيبقى جنداً من جنود الله، يأتي به عذاباً لأقوام، ورحمة لآخرين، ولا يجوز القدوم على بلد انتشر فيها، ولا يجوز الخروج من بلد الوباء؛ فراراً.

ما يستفاد من الحديث:

1- اليقين بأن هذا الوباء ابتلاء من الله عز وجل، كان في الأمم السابقة، وسيبقى إلى قيام الساعة.

2- الأقدار الكونية من مصائب وأسقام ووباء إنما هي بقدر.

3- الواجب الشرعي يتمثل في عدم الفرار من بلد الوباء، وعدم الدخول إلى بلد الوباء.

4- وكذلك لا يجوز أن يتحيل بالخروج في تجارة، ونحوها، وفي نيته الفرار؛ فإنما الأعمال بالنيات.

5- الوباء فتنة كسائر الأقدار الكونية، فمنهم مؤمن بالوباء إيماناً مادياً بعيداً عن عقيدة القضاء والقدر؛ فهذه هي التي نفاها الشرع عند نفيه العدوى، كما سيأتي بيانه.

6- ومنهم مؤمن بقضاء الله وقدره، وقدر الله لا يغلب؛ فمن هلك فقد جاء أجله، ومن نجى لم يجئ أجله.

7-

قال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَٰرِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ ۚ }

[البقرة: 243]

جاء عن بعض المفسرين أنهم خرجوا فراراً من الطاعون فماتوا، فلم يغن حذر من قدر.

8- النهيُ عن الفرار والقدوم على الوباء معلل بمخافة الفتنة على الناس لئلا يظنوا أن هلاك القادم بسبب قدومه وسلامة الفار بسبب فراره.

9- وقال بعضهم: النهي عن الخروج؛ لأنه إذا خرج الأصحاء وهلك المرضى فلا يبقى من يقوم بأمرهم.

 

المراجع

  1. أخرجه البخاري (6974)، ومسلم (2218).
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day