البحث
من باب التَّوكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
باب التَّوكُّلِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
2- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ.فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟" (1).
غريب الحديث:
الهدى: ضد الضلال، والهداية: الإرشاد والتوفيق للخير.
الكفاية: كفاه الأمر، إذا قام مقامه فيه.
الوقاية: الصيانة والستر عن الأذى.
المعنى الإجمالي:
من أخلص التوكل حال خروجه من البيت، فبدأ متبركاً باسم الله عز وجل، واعتمد عليه، وقصر الحول والقوة في الالتجاء إليه سبحانه وتعالى، فالنتيجة هي الهداية للأرشد والتوفيق للأصلح، والوقاية من كل ما يضره في الدنيا والآخرة، مع الحصن التام من شياطين الإنس والجن.
ما يستفاد من الحديث:
1- ذكر الله عز وجل والتوكل عليه حرز من البلاء والوباء والشياطين..
2- الهداية للأصلح والأرشد بيد الله عز وجل؛ فهو الهادي الذي يهدي ويرشد عباده إلى جلب المنافع ودفع المفاسد، ويوفقهم ويسددهم ويجعل قلوبهم منيبة إليه، منقادة لأمره.
3- إذا استعان المسلم بالله عز وجل، متبركاً باسمه؛ فإن الله يهديه، ويرشده، ويعينه في أموره كلها.
4- إذا توكل المسلم على ربه، وفوض أمره إليه؛ كفاه الله، قال تعالى:
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥ} [الطلاق: 3].
5- إذا تبرأ المسلم من حوله وقوته، وأسند ذلك للباري عز وجل فقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فقد احتمى بالله من شر الشياطين، فلا يقربه شيطان.
6- التوكل على الله عز وجل نصف الدين، والنصف الثاني في الإنابة، فمن توكل على الله وأناب، فقد استعان بالله وعبده فحقق منزلة:
{ِإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]
7- من واظب على هذا الذكر فقد رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شره؛ فلا يضره إنس ولا جن، ولا مرض ولا وباء.
8- على المسلم ملازمة التوكل على الباري عز وجل في شؤونه كلها، فالعبد لا غنى له عن ربه طرفة عين، فهو خير الحافظين.
المراجع
- أخرجه أبو داود (5095)، والترمذي (3426) وحسنه.