البحث
من بَابُ مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
24- عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَبِ وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى. قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: "مَا أَرَى بَأْسًا مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ" (1).
غريب الحديث:
نرقي بها من العقرب: أي نرقي من لدغة العقرب.
المعنى الإجمالي:
الرقية من المرض كانت معروفة قبل الإسلام؛ فلما نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بعض من كان يرقي من لدغة العقرب يعرضونها على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقرهم عليها، ثم أرشد إلى المبادرة إلى منفعة المسلم بمثل هذا العمل.
ما يستفاد من الحديث:
1- اتفق العلماء على جواز الرقي بثلاثة شروط:
أ- أن تكون الرقية بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
ب- أن تكون الرقية باللسان العربي، وبما يعرف معناه.
ج- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل الشافي هو الله تعالى.
2- وقوف الصحابة عند النهي الشرعي، والاستفسار من النبي صلى الله عليه وسلم عن الحكم التفصيلي.
3- التجارب في باب الطب خاضعة للضوابط الشرعية.
4- كل رقية جربت منفعتها، وتوفرت فيها الشروط السابقة، يجوز استعمالها.
5- الرقية من النفع المتعدي، فيستحب بذلها لمن يحتاج إليها.
6- وفي حال الوباء يتأكد الاستحباب في تقديم النفع للمصابين، وقد يصل الحكم إلى الوجوب العيني إذا ترتب على الترك مفسدة عامة.
7- إيصال النفع والتعاون على دفع الوباء، ورفع البلاء، يدخل في
قوله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ۚ}
[المائدة: 2]
المراجع
- أخرجه مسلم (2199).