البحث
ما جاء في الدواء
25- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ" (1).
غريب الحديث:
شَرْطَةِ مِحْجَمٍ: المحجم الحديدة التي يشرط بها موضع الحجامة ليخرج الدم.
المعنى الإجمالي:
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الثلاثة إلى أصول العلاج؛ وهي: إخراج الدم بالحجامة ونحوها، وشرب العسل وما يقوم مقامه؛ فإذا أعيا الدواء، فآخر الطب الكي، فذكره صلى الله عليه وسلم في الأدوية، لأنه يستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية، وحيث لا ينفع الدواء المشروب.
ما يستفاد من الحديث:
1- الدواء المذكور في الحديث النبوي أعلى يقيناً من الدواء الذي يدركه الأطباء بالتجارب؛ لأن الطب التجريبي منه ما هو موهوم أو مظنون.
2- ما ذكر في الحديث الصحيح من أصناف الدواء، فالتداوي بها سنة، وهذا مشروط بتعاطي ذلك الدواء على سنن التداوي الصحيحة.
3- فالعسل منافعه عظيمة، فهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، يؤخذ مفرداً وممزوجاً بغيره، وما خلق شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريباً منه.
4- والحجامة من الطب النبوي الثابت، ومنافعها كثيرة (2)، ونفعها يختلف باختلاف الأشخاص، والزمان والمكان، والسن، والمزاج.
5- العسل والحجامة من الأدوية العامة، وهي نافعة من أمراض كثيرة يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "الشفاءُ" وهذا لفظ يفيد العموم.
6- وقوله صلى الله عليه وسلم: "وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ"، فيه إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه، ولا يعجل التداوي به.
المراجع
- أخرجه البخاري (5681).
- ومثل الحجامة الفصد؛ ومثال منافع الحجامة والفصد:قال ابن القيم في الطب النبوي ص 43: "فصد الباسليق" ينفع من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم، وينفع من أورام الرئة، وينفع من الشوصة وذات الجنب، وجميع الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك". والباسليق: هو وريد في اليد عند المرفق من الجانب الإنسي الأيسر، ويمتد في العضد على العضلة ذات الرأسين. ينظر: معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم ص 183، والمعجم الوسيط 1/ 36.