البحث
كان النبي ﷺ ينهي عن التفريق بين الطيور وأمهاتها
وعن ابن مسعود قال :
كنا مع رسول الله ﷺ في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأينا حمرة معها فرخان ، فأخذنا فرخيها . فجاءت الحمرة فجعلت تفرش . فجاء النبي ﷺ ، فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها " . ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال : " من حرق هذه ؟ " . قلنا : نحن . قال : " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " (1).
" حمرة " طائر صغير كالعصفور .
" فجعلت تفرش " أى : ترفرفت بجناحيها ، وتقربت من الأرض .
قال الخطابي : في الحديث دلالة على أن تحريق بيوت الزنابير مكروهة ، وأما النمل فالعذر فيه أقل ؛ وذلك أن ضرر فيه ، وهو الطوال الأرجل لا يجوز قتله (2) .
ونهي عن رمي شئ من البهائم بالسهام وغيرها
عن هشام بن زيد قال :
دخلت مع أنس على الحكم بن أيوم ، فرأى عليماناً أو فتياناً نصبوا دجاجة يرمونها . فقال أنس : " نهي النبي ﷺ أن تصبر البهائم " (3).
" أن تصبر " أي : تحبس ؛ لترمي حتي تموت .
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
أنه دخل على يجيي بن سعيد وغلام من بني يحيي رابط دجاجة يرميها . فمشي إليها ابن عمر حتي حلها ، ثم أقبل بها و الغلام معه فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل ؛ فإني سمعت النبي ﷺ نهي أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل (4).
وفي رواية عن سعيد بن جبير قال :
مرابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه ، وقد جعلوا الصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا . فقال ابن عمر : من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا . إن رسول الله ﷺ لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً (5).
وفي رواية :
" لعن الله من مثل بالحيوان " (6).
وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن النبي ﷺ قال :
" لا تتخذو شيئاً فيه الروح غرضاً " (7).
قال النووى : " أى : لا تتخذوا الحيوان الحي غرضاً ترمون إليه ، كالغرض من الجلود وغيرها ، وهذا النهي للتحريم ، ولهذا قال النبي ﷺ في رواية ابن عمر التى بعد هذه : " لعن الله من فعل هذا " ، ولأنه تعذيب للحيوان ، وإتلاف لنفسه ، وتضيع لماليته ، وتفويت لذكاته إن كان مذكى ، ولمنفعته إن لم يكن مذكى " (8).
المراجع
- رواه أبو دواد [ 2675 ] وصححه الألباني في الصحيحة [ 487 ].
- عون المعبود [ 240/7 ].
- رواه البخارى [ 5513 ] ومسلم [1956 ].
- رواه البخارى [5514 ].
- رواه البخارى [5515 ] ، ومسلم [ 1958 ].
- رواه النسائي [ 4442 ]، وصححه الألباني في صحيح الجامع [ 5113 ].
- رواه مسلم [ 1957 ].
- شرح النووى على صحيح مسلم [ 108/13 ].