البحث
وربما اشتد عليه بعضهم في الكلام فيحتمل منه ذلك
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
جاء أعرابي إلى النبي ﷺ يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه حتى قال له: أخرج عليك إلا قضيتني! فانتهره أصحابه، وقالوا: ويحك تدري من تكلم؟! قال: إني أطلب حقي فقال ﷺ( هلا مع صاحب الحق كنتم) ثم أرسل إلى خولة بنت قيس، فقال لها( إن كان عندك تمر، فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا، فنقضيك) فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه[1] فقال: أوفيت أوفى الله لك فقال ﷺ( أولئك خيار الناس ، إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع[2])[3]
عن عائشة رضي الله عنها قالت
و ابتاع رسول الله ﷺ من رجل من الأعراب جزورا بوسق من تمر الذخيرة[4] فرجع به رسول الله ﷺ إلى بيته، والتمس له التمر، فلم يجه. فخرج إليه رسول الله ﷺ فقال له( يا عبد الله إنا قد ابتعنا منك جزورا بوسق من تمر الذخيرة، فالتمسوه فلم نجده) فقال الأعرابي: وا غدراه! قال: فنهاه الناس، وقالوا: قاتلك الله أيغدر رسول الله ﷺ؟ فقال رسول الله ﷺ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) ثم عاد له رسول الله ﷺ فقال( يا عبد الله إنا ابتعنا منك جزورا ونحن نظن أن عندنا ما سمينا لك، فالتمسوه فلم نجده) فقال الأعرابي: واغدراه! فنهاه الناس وقالوا: قاتلك الله أيغدر رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ مرتين أو ثلاثا. فلما رآه لا يفقه عنه، قال لرجل من أصحابه: اذهب إلى خويلة بنت حكيم بن أمية فقل لها:( رسول الله ﷺ يقول لك: إن كان عندك وسق من تمر الذخيرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء الله) فذهب إليها الرجل ثم رجع الرجل فقال: قالت نعم هو عندي يا رسول الله فابعث من يقبضه. فقال رسول الله ﷺ للرجل:( اذهب به فأوفى الذي له) فذهب به وأوفاه الذي له. فمر الأعرابي برسول الله ﷺ وهو جالس في أصحابه فقال( جزاك الله خيرا فقد أوفيت وأطيب)فقال رسول الله ﷺ( أولئك خيار عباد الله يوم القيامة الموفون المطيبون)[5]
المراجع
- أي: أعطاه زائدا على حقه طعمة له
- أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه
- رواه ابن ماجه[2426] وصححه الألباني في صحيح الجامع[2421]
- تمر الذخيرة: العجوة
- رواه أحمد[25780] وقال الهيثمي( إسناده صحيح) مجمع الزوائد[248/4] وحسنه الأرناؤوط