1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. خذلان المنافقين في غزوة أحد وعدم معاقبة النبي ﷺ لهم

خذلان المنافقين في غزوة أحد وعدم معاقبة النبي ﷺ لهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
135 2024/07/17 2024/07/17
المقال مترجم الى : English


.عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال: لما خرج النبى ﷺ إلى أحد ، رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبى ﷺ فرقتين: فرقة تقول نقاتلهم ، وفرقة تقول: لا نقاتلهم.

فنزلت:

۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا

[النساء: 88] (1)

" رجع ناس ممن خرج معه" يعنى : عبد الله بن أبى وأصحابه ، وقد ورد ذلك صريحاً فى رواية موسى بن عقبة، وأن عبد الله بن أبى كان وافق رأيه رأى النبى ﷺ على الإقامة بالمدينة ، فلما أشار غيره بالخروج ، وأجابهم النبى ﷺ فخرج، قال عبد الله بن أبى لأصحابه: أطاعهم وعصانى ، علام نقتل أنفسنا ؟ فرجع بثلث الناس. 

قال بن إسحاق فى روايته : فاتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام وهو والد جابر وكان خرز جياً كعبد الله بن أبى ، فناشدهم أن يرجعو فأبوا ، فقال: أبعدكم الله أعداء الله ، فسيغنى الله عنكم نبيه (2) " وكان أصحاب رسول الله ﷺ فرقتين " أى : فى الحكم فيمن انصرف مع عبد الله بن أبى (3) .  ومعنى الأية : فما لكم يامعشر المؤمنين فى المنافقين فئتين أى: صرتم فى أمرهم فرقتين ، فرقة تذب عنهم وفرقة تباينهم وتعاديهم . فنهى الله الفرقة  الذين يذبون عنهم، وأمر المؤمنين جميعاً أن يكونوا على منهاج واحد فى التباين لهم والتبرؤ منهم.  

وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم 

يعنى : نكسبهم فى كفرهم ، وارتدادهم، وردهم إلى أحكام الكفار بما كسبوا: أى بسبب ما اكتسبوا من أعمالهم الخبيثه(4). فصح أن المنافقين خذلوا المسلمين فى أحرج المواقف، بتأثيرهم على الضعفاء، وسحبهم ثلث جيش المسلمين، الذى خرج للتصدى للمشركين ، واحتجوا لأنفسهم بأوهى الأسباب ، وهو زعمهم أن القتال لن يقع، مع أنهم كانوا يعلمون أن القتال حاصل لا محالة .   وإنما الذى صدهم عن الأنضمام إلى كتائب المسلمين هو كفرهم ونفاقهم، 

كما أوضح الله ذلك بقوله تعالى :

وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ

[ ال عمران : ١٦٧]

 ومع ما صدر منهم فلم يعاقبهم النبىﷺ على هذا الجرم العظيم الذى فيه تخذيل للمسلمين . 

المراجع

  1. رواه البخارى [ ٤٠٥٠] ومسلم [٢٧٧٦]. 
  2.  السيرة النبوية [ ٦٤/٢ ] لابن هشام ، فتح البارى [ ٣٥٦/٧] . 
  3.  فتح البارى [ ٣٥٦/٧] .
  4. تفسير الخازن[٤٠٧/١]، تحفة الأحوذى [ ٣٠٤/٨ ] .



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day